15 سبتمبر 2025
تسجيللا نشك لحظة واحدة بهزالة وضعف وتهاوي القدرات القيادية لزعيم الصدفة العراقي الجنرال نوري المالكي الذي سيسجل له التاريخ دوره المرعب والرهيب والتاريخي في وضع العراق على طريق الحرب الطائفية الأهلية، فهذا الشخص القادم من الصفوف الخلفية والكواليس الأمنية السرية لحزب الدعوة الإيراني سيظل لغزا من أكبر الألغاز التي أفرزتها لعبة الأمم الخبيثة وآلياتها السرية في العراق وحيث تتوارث زعامات الفشل وهي تسلم الراية لعنصر جديد من عناصر لعبة أممية شيطانية جعلت من العراق والشرق القديم مسرحا عبثيا ودمويا كبيرا عبر استحضار ملفات وخرافات التاريخ المندرسة وتشجيع النعرات الطائفية المتخلفة وإظهار زعامات تمثل العجز والفشل بأبشع صوره ومخلفاته، وما حدث في الموصل من نكسة عسكرية عراقية كبيرة بعد الانسحاب (الهروبي) والشامل من أكبر معسكرات الشمال وتسليم أطنان الأسلحة والمعدات القتالية بما فيها الطائرات للجماعات العراقية المسلحة واتهام كبار القادة العسكريين العراقيين بالخيبة والتهاون والتقصير ولربما التواطؤ مع المعارضة العراقية المسلحة، هو في حقيقة الأمر لا يمثل إلا جزءا من مخطط واسع تديره إيران وبتعاون ومشاركة تامة مع قيادة نوري المالكي، يهدف لفك الحصار القاتل عن نظام دمشق المجرم ونقل عمليات (داعش) للعراق، في خطوة مسرحية لا تخفى تفاصيلها على أجهزة المخابرات الدولية، خصوصا بعد أن قررت الولايات المتحدة تسليح الجيش السوري الحر بمعدات قتالية حقيقية من شأنها قلب الموازين الإستراتيجية في معركة الحرية في الشام وهو ما لاحت بوادره ونتائجه في التقدم العسكري الأخير لقوات المعارضة السورية وإيقاعها خسائر مؤثرة جدا بعصابات بشار وحسن نصر الله، القيادات العسكرية العراقية وفقا لمعلومات ميدانية خاصة بريئة كل البراءة من تبعات أهوال الموصل، وهي ضحية لمؤامرة دنيئة أديرت ودبرت من مكتب نوري المالكي شخصيا وبتعليمات مباشرة من قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي يدير بنفسه المعركة في شمال وغرب العراق وبما يعمق التورط الإيراني ووفق أساليب خبيثة هدفها الأساسي تشويه سمعة الثورة الشعبية العراقية عبر بوابة داعش وتفعيل الفتنة الطائفية عبر فتاوى غامضة وغير مسؤولة تبيح هدر دم العراقيين وتفتح الطريق لحرب أهلية طاحنة لن تبقي أو تذر.. كل ذلك يحدث تحت ظلال أكبر عملية تضليل إعلامي هدفها الرئيسي تسويق دورة قيادية ثالثة للمالكي تحت بند الضرورة ومقاومة الخطر الإرهابي والتشويش الدولي والإقليمي على تطورات الوضع السوري، وضرب الانتفاضة الوطنية العراقية، وطرد وإبعاد الأصوات العراقية المعارضة، بينما الوقائع الميدانية تؤكد على ضرورة محاسبة المالكي شخصيا وتقديم استقالته الفورية وإحالته لمحكمة عسكرية خاصة باعتباره وصفته القائد العام للقوات المسلحة وما سببته سياسته الكسيحة وقيادته الفاشلة من كوارث للعراق يتحمل هو وفريقه وطاقمه الاستشاري وحزبه الدعوي المسؤولية الأولى والمباشرة فيها، لقد اعتبر المالكي المعارضة العراقية السلمية في ساحات الكرامة والاحتجاج مجرد فقاعات وعمل على إنهائهم والقضاء عليهم دمويا كما لفق ملفات اتهام إرهابية مفبركة ضد قيادات وطنية عراقية بارزة من أمثال نائب الرئيس السابق طارق الهاشمي، وركب رأسه بما هو معروف عنه من عناد أخرق وبائس وقاد السفينة العراقية نحو صخور الدمار، فبناء المنظومة العسكرية كانت بالأساس عملية هجينة وغير ناجحة وصيغت وفقا لمواصفات طائفية بحتة حتى تحولت معسكرات الجيش العراقي الجديد لأماكن للرقص أو للطم ولساحة هتافات عشائرية وطائفية متخلفة، ثم إن أسلوب دمج أهل الميليشيات بالجيش وإعطاءهم رتبا عسكرية متقدمة لا يستحقونها كان إجهازا حقيقيا على قدرات الجيش التعبوية والبشرية حتى تحول ذلك الجيش لأكبر مؤسسة لنهب واستنزاف الأموال العامة دون حصيلة حقيقية. ما يجري في العراق مؤامرة إقليمية كبرى وإعداد الساحة العراقية لحرب طائفية هو جزء فاعل من الخطة الإستراتيجية الإيرانية لإنقاذ النظام السوري من مصيره البائس والحتمي، ليس هنالك من يتحمل مسؤولية هزيمة الجيش العراقي وتدمير السلم الأهلي أكثر من رئيس الحكومة نوري المالكي الذي قاد البلاد والعباد طيلة ثمانية أعوام عجاف على سكة الندامة والخسران، خصوصا وهو يغامر بوحدة وسلامة العراق وشعبه من أجل إنقاذ المشروع الإيراني المتهاوي في الشرق... وذلك أمر لو تعلمون عظيم.