29 أكتوبر 2025

تسجيل

موظف أم صبي؟

16 يونيو 2014

بعض المسؤولين إذا تولى مسؤولية عمل ما كمدير إدارة، أو رئاسة قسم، أو أي عمل يتصف بأن يكون هو المسؤول فيه، تجده يتعامل مع الموظفين وكأنهم يعملون عنده أو عبيد والعياذ بالله له ولا يفرق بين الخدم في منزله والموظفين الذين هم معينون من قبل الدولة أو المؤسسة للعمل تحت إدارته ويعاملهم بكل تكبر ونفس عالية، فلا يعرف فن الإدارة ولا المعاملة الحسنة وإنما يخلط الحابل بالنابل دون احترام، أو مراعاة لشعور الآخرين، فنجده لاي سبب يصرخ ويزمجر في وجوه الموظفين، فلا يستطيعون الكلام معه، ولا بأية وسيلة، ويفرحون باليوم الذي يغيب فيه، مثل هذا المسؤول يعتقد بأنهحريص جدا على العمل وهو يعطي على حساب نفسه وصحته، ولكن نقول له انك لا تعرف شيئاً في فن الإدارة، فليس المطلوب حين تجدخطأ أن تصرخ، وتقلب الدنيا، فلديك القوانين والصلاحيات، وتحتاج منك فقط تطبيقها بهدوء وراحة بال دون ضرر أو ضرار، وإن قلتإنك لا تريد أن تضر أحداً فلا يعقل كذلك أن تهين أو تقبح بشتى الأساليب السيئة فكان يمكن أن تتحاور بأسلوب علمي عقلاني تنبهه إلى خطورة الأمر، وأنت مرتاح ومن يستمع إليك سيتقبل وتنتهي الإشكالية.أما أن يعتقد المسؤول بأن هؤلاء الموظفين إنما هم يشتغلون عنده والعياذ بالله عبيد لديه، فهنا الكارثة التي يمكن أن تؤدي إلى تصادم غير محمودة عواقبه.وحتى الخادم عندك يجب ان تعامله بكل احترام، فكما لك انت حقوق له هو كذلك حقوق وواجبات والرسول الكريم اوصانا بحسن معاملتهم.هؤلاء المسؤولون تراهم في عملهم الرسمي وكأنهم في أعمال خاصة بهم فجميع أمورهم الشخصية ينهونها في العمل، ولا يجعلونمن وقت العمل إلا دقائق قليلة هي تلك التي يزمجرون ويصرخون فيها في أوجه الموظفين، وإذا جاء وقت يريد أن يضحك أو يتسلى جمع الموظفين في اجتماعات تضيع الوقت، وإذا أخبروه شلته بأنأحد الموظفين المخلصين لايريد أن ينضم إلى هذا الاجتماع تتم محاربته حتى التخلص منه نهائياً.والشلة فيها العديد من ضعاف النفوس وضعاف الشخصية والمرتزقة والمستويات المتدنية في التعليم، والذين يقبلون بتعويض النقص الذي لديهم بأن يصبحوا خدماً ويضمنوا استمرارهم في العمل، وكذلك حتى يحصلوا على ترقيات وبعض المكاسب الزائلة، ولا يعلمون أن الله سبحانه وتعالى هو الرزاق وبيده كل شيء.فبالنظر إلى بعض من حولنا من المسؤولين فسنراهم أولئك الذين كانوا يتجمعون حول أمثال ذلك المدير ويفعلون ما يريد، ومثل هذاالأمر ينطبق على فئات المجتمع المختلفة، أقصد رجالاً ونساء، فمثل هذه الظاهرة أصبحت تضم البعض من مديرات المدارس أوالمسؤولات في بعض الإدارات المختلفة، فالبعض منهن يعتبرأن الإدارة هي بيتها ويحق لها أن تفعل ما تشاء وأن هؤلاء الموظفات هن عبيد عندها وبكلمة واحدة أو جرة قلم يمكن أن تزيلهن كما يصورلها عقلها الناقص.ومع كل ذلك وبكل فخر وتقدير واحترام لا ننسى المسؤولين والمسؤولات الذين يؤدون عملهم على أكمل وجه، ويتقون الله فيه بكل ذمة وإخلاص، ولله الحمد هم أكثر من أولئك الصاعدين على أكتاف الآخرين.فلنحرص على التمسك بما يمليه علينا ديننا الحنيف في هذا المجال، واعتبار أن العمل هو جزء من العبادة وأن يطبق حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".