29 سبتمبر 2025

تسجيل

الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا

16 مايو 2022

وصلتني رسالة من القارئة أم عبدالله تشتكي فيها بأن هناك شبابا وفتيات يستخدمون تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي مثل التيك توك والإنستغرام بطريقة خاطئة لخداع البعض من الأبرياء وإيهامهم بأن ذلك مباح وهم يسهرون معهم حتى الفجر في بث حي يتبادلون كلمات الغزل والضحك واللعب ويتراقصون ويتغامزون ومنهم من يغير من شكله بفلاتر عديدة حتى يتقن الخداع واصطياد الفرائس كما تقول.. وأن أولئك قد نسوا تعاليم ديننا الإسلامي وباتوا يستعرضون أمام الناس دون خجل أو حياء، وطلبت مني أن أوجه كلمة لهم لعلهم ينتبهون لأنفسهم وكذلك يعرف أولياء أمورهم وأقاربهم ماذا يحصل في تلك البرامج. أشكر الأخت أم عبدالله على اهتمامها وإصرارها على أن أكتب في هذا الموضوع. لا شك أختي بأننا نعيش في ثورة التكنولوجيا والمعلومات وسهولة استخدام أجهزة الاتصالات بمختلف الأشكال والمعطيات، لذا يتوجب علينا كإعلاميين أن نثقف المجتمع ونعلمه كيفية التعامل مع هذا الفضاء الواسع من الإعلام الذي أصبح هو المهيمن على الكثير من أمور حياتنا بل ويشاركنا في كل صغيرة وكبيرة. بصفتي أحد المتخصصين في علم التربية الإعلامية أرى أن المسؤولية تقع على أصحاب الاختصاص في تهيئة المجتمعات لتتمكن من التعامل مع هذا التطور السريع في وسائل الإعلام وأن يتم نشر التربية الإعلامية في قطر وغيرها عن طريق إعطاء دورات متخصصة في ذلك. بتعلم التربية الإعلامية نستطيع أن نحافظ على فلذات أكبادنا من أي استخدام خاطئ للوسائل الإعلامية سواء منها الموجهة أو المغرضة أو المحورة أو اللاأخلاقية وكذلك يتعلمون كيفية نشر ومشاركة المفيد منها ويصبحون فاعلين في المجتمع. كما تعرفين بأن مثل تلك البرامج في وسائل التواصل الاجتماعي كما غيرها من أدوات التكنولوجيا لها فوائد عديدة إذا استخدمت بالشكل الصحيح، فيمكنك أن تبتدي بنفسك وأن تستغليها وتقدمي من خلالها الدعوة للخير والتذكير بتعاليم الدين الإسلامي وغير ذلك من الأمور المفيدة. كنت أحد المدربين في مركز الدوحة لحرية الإعلام والذي كان يقوم مشكوراً بنشر ثقافة التربية الإعلامية في قطر وخارجها ويعطي الدورات في المدارس للمعلمين والمعلمات والطلبة والطالبات ولله الحمد قمنا بنشر الوعي لدى الكثير من أفراد المجتمع وخاصة طلبة المدارس والجامعات ولكن للأسف أغلق المركز..!. يبقى الدور الآن على المسؤولين عن التعليم كي يطبقوا التربية الإعلامية من خلال الحصص الدراسية وهذا ليس بجديد، فهو يدرس في أمريكا وبعض الدول الأوروبية.. بمعرفة التربية الإعلامية يمكننا أن نحصن أبناءنا ونثقفهم إعلامياً.. مرة أخرى أشكرك أختي أم عبدالله على غيرتك على دينك وحرصك على مجتمعك وأتمنى أن نعمل جميعا على نشر الفضيلة من خلال البرامج والتطبيقات التي تتيح لنا ذلك. Ahmed [email protected]