16 سبتمبر 2025
تسجيلالمتابع للقضايا الساخنة على الساحة العالمية سيدرك تماماً الدروس التربوية من الأحداث في فلسطين المحتلة، هذا الحدث الذي يصادف ذكرى النكبة 15 مايو من كل عام، ليفتح جرحاً يدمي على مدار السنة منذ عام 1948، المربي يمكن أن يسجل في دفتره أهم العبر التربوية التي تكون منهجاً للأجيال القادمة ليكون برودكاست تعليمياً ينشره بين المربين من الآباء والمعلمين. ثبات الهوية سجل الفلسطينيون ثباتاً نادراً لهويتهم والاعتزاز بها ولم يتزعزعوا عنها؛ فالكبار والصغار أظهروا الانتماء الخارق للأرض والاستماتة في الدفاع عنها كي لا تتغير هويتهم مهما أجبرهم المغتصب القوي على التعامل بالشيكل أو الدراسة باللغة العبرية أو حتى التعاطي مع الظروف العامة بالبطاقة التابعة للكيان المحتل، إن تعزيز الهوية في الناشئة يسهم في ثبات الروح الوطنية ويقوي روح الانتماء للوطن ويبني جيلاً قادماً تقوم على أكتافه نهضة وتنمية الأمة. توحيد الهدف أحداث الانتفاضة الحالية في الأراضي الفلسطينية تسعى لهدف واحد هو اجتثاث الوجود الصهيوني من على الأراضي المقدسة، حتى أضحى ذلك الهدف هو قضية مستمرة، ورؤية واضحة لدى العرب والمسلمين عامة ولدى الفلسطينيين بشكل خاص، إن توحيد الهدف في المناهج التعليمية المختلفة يسهم في تحقيقه من قبل كافة المناهج الدراسية. التعاون الأحداث الأخيرة أبرزت صوراً عديدة للتعاون بين الفلسطينيين أنفسهم في المدن المختلفة، فما أن انطلقت شرارة الغضب في الحي المقدسي إلا واشتعلت النيران في باقي أرجاء فلسطين، بل إن بعضهم تسارع من مدينته أو قريته لينضم لصفوف الانتفاضة في القدس، هذا التعاون وإن كان صادراً من دافع حب الأرض والحرص على المقدسات، إلا أنه أذهل العالم قاطبة في حشد الصفوف، التعليم التعاوني أحد أهم الإستراتيجيات التعليمية التي تحقق هدف الدرس. التكافل أوضحت وسائل الإعلام ردود الفعل التكافلية مع هذه الأحداث من قبل العرب والمسلمين في كافة أرجاء العالم العربي، بالرغم من اختلاف درجاتها، فدعم إخواننا الذين هم في مواجهة الصراع أمر مهم ويعكس صورة مشرقة لأحد مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، الدعم بكافة صوره المادية والمعنوية بما يحقق البعد عن السلبية تجاه هذه القضية الساخنة، التكافل قيمة تربوية راقية يضعها في اعتباره المخطط للمناهج التربوية عند توزيع المنهج الحياتي القيمي للناشئة. الدعم النفسي الإنسان بدن وروح ونفس، والصحة النفسية هي ذات أهمية مرادفة للصحة البدنية، وفي الظروف العادية المستقرة للمجتمعات، ينعم الأفراد فيها بصحة نفسية متوازنة، وتلعب الأحداث اليومية أو الوطنية أو حتى الدولية دوراً كبيراً في استقرار أو خلل الصحة النفسية للفرد، وإخواننا في الداخل الفلسطيني بالرغم من اعتيادهم على التعايش المرفوض مع اليهود المغتصبين إلا أن الصحة النفسية لديهم تكون في اضطراب دائم، لأنها ترفض الواقع الظالم، في الأوضاع الحالية على كافة العرب والمسلمين دعم الصحة النفسية للفلسطينيين من خلال وسائل الإعلام الحديثة التي أضحت سلاحاً جديداً وسهلاً، كما توجد مساقات تدريسية في جامعة قطر وكافة كليات التربية والآداب تدرس مادة الصحة النفسية، إن مثل هذا الحدث الساخن يجب أن يضاف إلى تلك المقررات الدراسية. هذه بعض الدروس التي يمكن استقاؤها من الأحداث المشرفة الحالية، ولكن تحرير القدس يحتاج إلى تضافر الجهود الفردية والجماعية والرسمية، ويحتاج إلى خطط صادقة وساعة صفر غير معلنة، فما يحدث الآن من مبادرات فردية، بعضها غير مخطط، جميل من الناحية الدينية والعاطفية والعقيدية، وتدخل الفرحة في نفوسنا ـــ كردة فعل ـــ منطقية لمحبي الأقصى، لكن ما أخشاه أن يكون ذلك تكتيكاً من قبل أعداء الأمة لإطفاء عزيمة القضية. كيف؟ لو تكررت مثل هذه الانتفاضات الحماسية غير المدعومة والتي تنتهي بـ اللاشيء، سيكون حالها مثل الذئب والكلب والغنم (عندما تكون نهايته نوم الكلب مهما صاح الغنم لأنها تكونت قناعة لدى الكلب أن الغنم يعبثون ولا يوجد ذئب أصلا)، هنا تكون الطامة الكبرى فتحويل القناعات إلى (لا جدوى) من أي جهود سيغير بوصلة القضية برمتها، الأحداث الحالية مفرحة لأننا مسلمون وهي ردود فعل لأحداث هنا وهناك، لكن لا يستطيع أحد منا أن يجزم بنهاية واضحة ومحددة ومرغوبة. آخر المطاف: برودكاست تعليمي محتواه الجهود يجب أن تكون مخططة وواضحة النهاية قبل البدء كي لا تصبح تلك الجهود عبئاً على الأقصى. همسة: تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم وكل الأمنيات بالسعادة الدائمة.. دمتم بود. [email protected]