11 سبتمبر 2025

تسجيل

الحوار مع إيران

16 مايو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); خيارات دول الخليج العربية بعد الاتفاق النووي، والتقارب الأمريكي الإيراني، أصبحت محدودة، فلم تعد إيران هي أحد أضلاع محور الشر لواشنطن، بل أصبح تركيز الأخيرة على محاربة "الإرهاب السني"، وداعش، في سوريا والعراق، وتعتقد واشنطن بأن إيران يمكن أن تكون عونًا لها في تحقيق هذا الهدف، لذلك فإن الضغوط الأمريكية بدأت تتزايد على السعودية، لمد الجسور بينها وبين إيران، وتوحيد الجهود لمحاربة هذا الإرهاب، وتحقيق الاستقرار في المنطقة، ومن هنا، وجدت السعودية نفسها مضطرة ربما للمرة الأولى في تاريخ سياستها الخارجية، لأن تتحرك بعيدًا عن التنسيق مع واشنطن، وتحاول إيجاد الخيارات والبدائل التي يمكن من خلالها تحقيق أهدافها الخارجية، فكان مثلًا خيار تأسيس "التحالف الإسلامي"، أو التحرك العسكري في عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، وتكثيف التنسيق مع دول منظومة مجلس التعاون الخليجي، وهي كلها خيارات استراتيجية جيدة، وربما تحقق بعض التوازن الذي اختل بشكل واضح لصالح إيران، بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، وخطوة التقارب الأمريكي الإيراني، واتفاق 5+1 النووي. ورغم ذلك، فإن السعودية تدرك في النهاية بأن قطع العلاقات مع طهران لن يستمر للأبد، وأنه لا بد من فتح باب الحوار معها، ولكن يبدو أن السعودية تريد تعظيم منافعها في أي تسوية سلمية مستقبلية بينها وبين إيران، والتي ربما تكون برعاية أمريكية، وهذه السياسة يبدو أنها ناجحة إلى حد كبير، ولكن ما ينقص السعودية ودول الخليج العربية، ليس فقط تكوين المحاور الإقليمية، والتحرك الخارجي، بقدر ما تحتاج إلى تبني خيار الإصلاح السياسي الداخلي الجذري، الذي من خلاله تستطيع هذه الدول سحب الورقة الطائفية التي تستخدمها إيران في المنطقة منذ قيام الثورة الإيرانية، فعلى دول الخليج العربية الإسراع في تحقيق إصلاحات سياسية حقيقية، وليست فقط تجميلية، والمضي قدمًا نحو توسيع المشاركة السياسية الشعبية، وتأسيس دول المؤسسات والقانون، التي تحقق العدالة الاجتماعية والمساواة أمام القانون، وترسخ مفهوم المواطنة، عندها فقط لن تخشى هذه الدول من التهديد الإيراني الخارجي، أو من تقلب المصالح الأمريكية.