14 سبتمبر 2025
تسجيلالانخراط في مجال الأعمال والاستثمار يتطلب مهارات إما نكتسبها عن طريق التعلم المسبق للشيء وهي الطريقة الأنجع والأسلم لتقليل الخسائر، أو التعلم بالطريقة الصعبة والمكلفة من خلال الفشل والتعثر أمام العوائق، وفي الأخيرة سيرتفع معدل الخسائر وفي كثير من الأحيان تكون قاتلة. فيجب على المستثمر الذكي أن يتعرف بشكل مسبق على المحيط الذي سيختار الاستثمار فيه، وتحليله بشكل مدروس للتعرف على الفرص المتاحة والمخاطر المحدقة بالمشروع، وسيمكن التحليل المسبق صاحب المشروع من اتخاذ القرار السليم إما بالمضي قدما في مشروعه أو تغير دفة الشراع لقطاع آخر تكون فيه الفرص أسهل اقتناصا والمخاطر أقل. هناك عدة تقنيات علمية لتحليل أي قطاع استثماري تساعد المستثمر من التعرف على محيطه وبأقل التكاليف، حيث يتطلب الأمر فقط البحث عن المعلومات المطلوبة لاستكمال مقومات التحليل. من أشهر هذه التقنيات والتي تعرف بنموذج بوتر للقوى الخماسية حيث يعتمد التحليل على خمس قوى وهي:- قوة الخطر المحتمل من دخول منافسين جدد، وقوة المنافسة بين المتنافسين في هذا المجال، إلى جانب قوة مساومة المشترين، بالاضافة إلى قوة مساومة الموردين، وأخيرا قوة البضائع البديلة. سأقوم بشرح ميسر لكل قوة على حدة حتى يتسنى لكل صاحب مشروع أن يحلل فكرة مشروعه قبل الإقدام على تنفيذها وتقليل الخسائر وتوخي الاحتياطات اللازمه بشكل استباقي. القوة الأولى: وهي تعني هل القطاع سهل على أي مستثمر الدخول فيه، لأنه بعض القطاعات يوجد بها مستثمرون كبار لديهم ميزات لا يستطيع أي مستثمر مغمور أن يجاريهم، وبذللك يشكلون عوائق أمام المستثمرين الجدد، فكلما قلت العوائق اصبح المحيط اكثر تهديدا على جني الأرباح وعلى النقيض عندما تزداد العوائق مع ارتفاع العائد الربحي فيه يجعله قطاعا جاذبا للاستثمار ولكن يتطلب امتلاك تذكرة الدخول له والتمتع بجني الأرباح. القوة الثانية: هل القطاع يشهد تنافسا قويا من قبل المشاريع، فكلما احتدم وطيس التنافس زادت فرص الفشل والمخاطر. القوة الثالثة: وهي تعني هل المستهلك "الزبون" له قوة على فرض تأثيره على مستوى الجودة والأسعار، وهذا يحدث إذا كان القطاع يشهد بدائل كثيرة أمام المستهلك مما يعطية سلطة على المستثمر ويحد من أرباحه، القوة الرابعة: والمقصود هنا الموردون للمواد الأولية اللازمة لأي مشروع أي كانت معدات أو مواد خاما، فكلما كان هناك احتكار من قبل الموردين وقلة في عددهم ازدادت قوتهم وسيطرتهم على المستثمر ووضعته في موقف حرج، وأخيرا القوة الخامسة: ونعني بها البضائع البديلة وهي البضائع المنافسة والتي تلبي حاجة المستهلك وتشبع رغباته، وتشكل منافسا جيدا لبضاعة المستثمر في هذا القطاع، كمثال الأغذية ذات السعرات القليلة والتي أصبحت تنافس الأغذية المرتفعة في السعرات. بعد التحليل لجميع هذه القوى يستطيع المستثمر رؤية محيط عمله بمنظور أوضح، ويكون متحصنا بشكل أكبر للمخاطر، وتصبح الفرص أمامه كالفريسة تنتظر الصياد الحذق لاصطيادها.