02 أكتوبر 2025

تسجيل

عبودية المال وقصة عبد السلام

16 أبريل 2013

لا ندري ما هي دوافع المغربي عبد السلام وادو في مهاجمة ناديه السابق لخويا، ولا نعلم بالتحديد سر المصطلحات الغريبة التي استخدمها في الحديث عن تجربته الاحترافية في دوري النجوم في قطر، ففي كل مكان تحدث مشاكل مالية أو لنقل سوء تفاهم أحيانا، ولكن أن يصف عبد السلام معاملة لخويا له بكلمة العبودية، فهو الأمر المستهجن والغريب. ولو كان حديث عبد السلام صحيحا، لما شاهدنا مئات اللاعبين المحترفين وهم يتدافعون ويصرحون برغبة البقاء في دوري النجوم، ومع الأندية القطرية، وهو دليل حي على المعاملة الحسنة التي يلقونها وعلى التعامل الحضاري لإدارات الأندية التي تعكس بكل تأكيد صورة أخرى للاحتراف في قطر. لا نريد أن ننبش في الماضي، ولكن تاريخ عبد السلام الاحترافي في أوروبا كان مثيرا للجدل، فهو قد بدأ مع نادي نانسي الفرنسي وهو النادي الذي أوصله للنجومية والشهرة، ولكنه تركه بكل سهولة بعد تعرض ناديه لضائقة مالية وتوجه لفولهام الإنجليزي، وفي فترة احترافه ترك أولمبياكوس اليوناني لأسباب عائلية، وعاد إلى نانسي في 2008 قبل أن يتركه بسبب خلاف مع المدرب الأورغوياني بابلو كوريا في ذلك الوقت، وعلى فكرة فإن عبد السلام كان ينتقد احتراف المغاربة في الدوريات الخليجية، ولكنه لم يتردد في الاحتراف مع لخويا في أول عرض وأول تجربة له. لن نتطرق للحديث عن المطالب التي ينادي بها عبد السلام حاليا من ناديه السابق لخويا، ولن نتحدث عن المشكلة التي خلقها حاليا في فضاء الإعلام، ولكن لنتحدث عن أهمية معاني الوفاء والعرفان بالجميل، آخر مشهد لعبد السلام في الدوحة كان عبارة عن حفل تكريم أقامته إدارة لخويا للاعب في وداعه بعد انتهاء عقد اللاعب، وقليلة هي إدارات الأندية التي تقوم بذلك مع أي لاعب يودع الفريق وينتقل لمكان آخر، فيا ترى عن أي عبودية يتحدث عبد السلام قضاها في الدوحة، لنفترض مجرد افتراض أن هناك مشاكل مالية بين اللاعب وبين النادي، فهل تستحق كل هذه الضجة والألفاظ غير المقبولة والتي خرجت من اللاعب أثناء لقائه مع إذاعة مونت كارلو الفرنسية، هل أحس بالعبودية فعلا عندما كان يلعب في قطر، أم أن عبوديته ونهمه من أجل شيء آخر؟!