11 سبتمبر 2025

تسجيل

إعادة شرح القضية الفلسطينية

16 مارس 2024

تابعت حوارا بسيطا أجرته قناة فضائية مع رجل يعمل محاسبا في مجمع تجاري كان يحمل العلم الفلسطيني ويشارك بالاعتصام المطالبة بإيقاف الحرب، والقناة الفضائية وجدته بالصدفة وتحدثت معه في حوار عفوي، وتحدث عن نفسه بدقائق معدودات حيث ذكر عمله وأنه تعرف على القضية الفلسطينية بعد ما تابع الاخبار ووقائع جلسات محكمة العدل الدولية عندما رفعت جنوب أفريقيا دعوى قضائية هناك ضد إسرائيل، ومن يومها أصبح هذا الرجل مؤيدا وداعما للشعب الفلسطيني. بقدر فرحي أن القضية الفلسطينية باتت قضية عالمية يطالب بها كل عاشق للحرية والكرامة، إلا أنني شعرت أيضا بالحزن فرغم مرور عدة عقود عجاف على قضيتنا الأم وهي القضية الفلسطينية، وأعدادنا الكبيرة في مختلف دول العالم، إلا أننا لم نسوق قضيتنا بشكل كاف ونشرحها بالادلة القاطعة لمختلف الشعوب مع أننا أصحاب الحق والأرض، رغم أنني لا أنكر دور جالياتنا في دول المهجر وأنا أحد أفراد هذه الجالية، لكن الطريق أمامنا طويلة وما نفعله حاليا ليس إلا الخطوات الأولى. لقد نجحت جنوب أفريقيا بهذا الأمر بمواقفها الواضحة، وتحركها السريع في محكمة العدل الدولية، وفي توضيح كل شيء في الاتحاد الأفريقي وكذلك في جلسات الأمم المتحدة فاستمع لها العالم. نفس الأمر تقوم به مشكورة حكومات بلجيكا وايطاليا وايرلندا في دعم الحق الفلسطيني أمام العالم، ولقد نجحوا في الحصول على قرار لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته، داخل الاتحاد الأوروبي الذي كان في السابق مع اسرائيل دوما، وبتنا نشاهد مظاهرات واعتصامات لا يشارك فيها فقط جالياتنا، بل هي خليط من المؤيدين والداعمين الذين يريدون قول كلمة «لا» لحملات الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على أرضه. عندما تزداد أعداد الداعمين للقضية الفلسطينية، بإمكاننا استخدامهم كورقة ضغط لا يمكن الاستهانة بها، وهذا ما يحدث في أمريكا وفرنسا حاليا حيث الجالية العربية والإسلامية والداعمين بإمكانهم تغيير المشهد الانتخابي بأكمله والإطاحة بأي مرشح مهما كانت قوته وشهرته، ولهذا يجب علينا أن نتولى إعادة شرح القضية الفلسطينية بكل لغات العالم، ونظهر على وسائل الإعلام ونحن رافعون العلم الفلسطيني وصور الأطفال الأبرياء الذين قتلوا خلال حملات الإبادة.