15 سبتمبر 2025
تسجيلالشباب هم أساس نهضةِ وتقدُّم الأمة، وهم سِرُّ عِزها ومجدها؛ فهم الشريحة الكبيرة في المجتمع الذين يمتلكون إمكانياتٍ تؤهلهم لقيادة المستقبل. فهم أصحاب القوة البدنية والعقول النشطة الطموحة المستعدة للعلم والعمل والإبداع والتطور؛ لذلك فإن شبابنا هم أمل الأمة في غدٍ أفضل ومستقبل مُشرِّف لأمتنا الإسلامية والعربية.•أعظم قائد يشجع القادة:وتاريخ المسلمين منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بفئة الشباب ويدربهم على تحمُّل المسؤولية واستغلال نشاطهم وحيويتهم وطموحهم في خدمة الدين ونصرة الإسلام.فقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم الشباب الثقة ومنحهم المسؤولية، خلافًا لما يعيشه كثيرٌ من الناس اليوم، حيث يتعاملون مع الشباب على أنهم لا خير فيهم، حياتهم لعب وَلَهْو وطيش وعبث، فلا يُسندون إليهم أي مهمات، باعتبارهم ليسوا على قدر المسؤولية.فها هو النبي صلى الله عليه وسلم قد منح زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة، وهم في مُقتبل الشباب منحَهم الثقة، وسلمهم قيادة جيش مؤتة، وما أدراك ما مؤتة! أول معركة بين المسلمين والرومان.بث النبي صلى الله عليه وسلم الثقة وتحمُّل المسؤولية في نفوسهم فأبلوا بلاءً حسنًا وسجّل التاريخ ذكرهم في القادة الأبطال في تاريخ أمة الإسلام.بل إن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى أسامة بن زيد قيادة جيش فيه رجال من كبار الصحابة أمثال أبي بكر وعمر رضي الله عنهم، وقد كان عُمْر أسامة آنذاك ثماني عشرة سنة، وغيرهم الكثير والكثير.الشباب والغزو الفكري:نأتي إلى جيل الشباب اليوم وفي هذا الزمان الذي كثرت فيه الـمُلهيات وانصرفت فيه طاقات شبابنا إلى العبث والانشغال بالمفسدات والمحرمات إلا مَن رحم ربي ولا حول ولا قوة إلا بالله، للأسف نجد بعض شبابنا في هذا العصر غفلوا عن هدفهم والغزو الفكري وانتشار وسائل التواصل بكل أنواعها أصبحت سببًا واضحًا في تهميش وسطحية أفكار وطموح هذا الجيل، فأصبح شبابنا إلا مَن رحم الله منشغلًا بالموضة وتقليد أهل العبث والفساد من أرباب الغناء واللهو، وأصبحت صيحات الملابس وقصات الشعر والجوالات واللاب والتابلت والعبث بالسيارات، فيما يسمى بـ(التفحيط)، هذه الأشياء أصبحت هي همّ شبابنا وشغلهم الشاغل.•نداء إلى الشباب:فيا أبنائي الشباب، إن عليكم مسؤولية كبيرة، ولنا فيكم أمل كبير أن تنهضوا بالأمة بالعلم والمعرفة والثقافة فيما ينفع وطنَكم وأمَّتَكم؛ لتعيدوا للأمة مجدَها وعزَّها، وليكن لكم في الصحابة رضوان الله عليهم قدوة حسنة، اقرأوا سِيَر هؤلاء الأبطال وكيف كانت همتهم العالية في خدمة الإسلام.أيها الشباب أنتم فلذات الأكباد وأمل البلاد في مستقبل مشرق بسواعدكم يرجع للأمة الإسلامية والعربية مجدها القديم وسلطانها العظيم، ونقولها لكم بالصوت العالي: "شبابنا.. فيكم البركة"•دعاء:اللهم احفظ شبابنا، واجعلهم من الصالحين، واجعلهم فخرًا لأوطانهم وأمتهم، وعزًّا لهذا الدين العظيم. اللهم آمين.