17 سبتمبر 2025

تسجيل

ثورة الشعب السوري الكبرى.. بعد خمس عجاف

16 مارس 2016

في ظل أسوأ أوضاع عربية وإقليمية ودولية، تستكمل الثورة السورية الشعبية الكبرى أعوامها الخمسة في ملاحم دموية مروعة جعلت من الأرض السورية حماما للدماء، وساحة لتصفية الحسابات بين القوى والتيارات الإقليمية والدولية المتصارعة، فالنظام السوري "المتفرعن" الذي مارس سياسة إرهاب وإقصاء وتكميم الأفواه لسنوات وعقود طويلة تحت هدير الشعارات الثورية المزيفة، وغطاء المعارك القومية الوهمية، وحجاب الصمود والتصدي والتوازن الاستراتيجي! قد كشفت عوراته تماما وعاد لملاذاته الطائفية الرثة مستندا إليها في استدرار الدعم والمساندة ومحاولة البقاء في زمن وأوضاع وظروف لم تعد تسمح أبدًا ببقاء واستمرار مثل تلكم النوعية من الأنظمة السياسية الشاذة عن كل منطق وأساس قانوني أو أخلاقي! ، فمنذ خمسين عاما بالتمام والكمال أي منذ انقلاب 23 فبراير الدموي عام 1966، مارس النظام سياسة إرهاب وقمع رهيبة حاول معها استئصال كل قوى الشعب الحرة، وفرض نظاما قمعيا استخباريا متعدد الفروع والولاءات هدفه تركيع الشعب السوري وتحويله لزمر وقطعان من العبيد المدجنة، متأثرا بحلفائه في معسكر الإرهاب الشيوعي المنقرض دون أن ينجح أو أن يتمكن من لي أعناق رجال الشام وشبيبتها، التي نشأت في ظل الفاشية الأسدية وهي تحمل بذور الثورة والتمرد والاحتقار لصيغ الفاشية وأساليبها القذرة الدموية، وتتحين الفرص للثورة وتغيير الواقع الفاسد مهما عظمت التضحيات وتعاظمت المشقات، وقدمت أجيال من السوريين الأحرار دمائها رخيصة من أجل نشر بذور الثورة والتحرر والإنعتاق من سطوة عصابة عائلية إرهابية حاكمة، بعد أن أطاحت بالحزب وقياداته وحولت البلد والنظام لإقطاعية عائلية طائفية يتحكم بها أراذل القوم وسقط متاعهم من المجرمين والقتلة، يمارسون ما يحلو لهم من اضطهاد واستغلال ونهب وممارسات طائفية رثة، وصلت لحدود بيع الوطن السوري لثقافات وعصابات لا علاقة لها بتاريخ وانتماء وحضارة الشعب السوري كما فعل النظام في علاقاته التخادمية الخاصة جدا جدا مع النظام الإيراني، والذي لعب هو الآخر دورا عدوانيا فظا في الشرق عبر تدخلاته غير المسبوقة في الوضع الداخلي السوري ودعمه العسكري اللامحدود لأساليب القتل والإرهاب العسكرية، من خلال استعمال الأسلحة القذرة كالبراميل وجهود مستشاري وعناصر الحرس الإرهابي الثوري وعملائهم وأتباعهم من ميليشيات الإرهاب العراقية واللبنانية والأفغانية والباكستانية، حرب عالمية ثالثة مصغرة تدور اليوم لسحق الشعب السوري تدخل خلالها الجهد العسكري الروسي لسحق السوريين ومحاولة تركيعهم وكسر إرادتهم وهي المسألة التي لن تحدث أبدًا مهما تصاعد العدوان ومهما استعملوا من أسلحة الدمار والإبادة الشاملة، لقد انطلقت الثورة الشعبية السورية الكبرى في 15 مارس 2011 لتنتصر قيما وأخلاقا ولتؤسس لسوريا الجديدة المتحضرة والراقية والمؤمنة بانتمائها العربي الإسلامي والمدافعة عن الحرية، لقد حاول النظام الإرهابي السوري المهزوم من خلال أساليبه الاستخبارية المعروفة والمكشوفة شيطنة الثورة وحرفها عن مسارها من خلال تفعيل ملف الإرهاب، والذي هو وحلفاؤه من أكبر صناعه والعاملين في ممراته القذرة، وبذل جهدا لا يزال مستمرا في عملية خلط الأوراق حتى جعل من أرض سوريا ومدنها أرضا يبابا وتسبب بخراب عظيم وهشم الشعب بشكل رهيب. ولكن مع ذلك سينهض السوريون كطائر الفينيق، وسيعمرون أرض الشام الحرة بعد تطهيرها من دنس الفاشيين وحلفائهم الإرهابيين، لن تنكسر إرادة السوريين الأحرار، مهما عظمت الشقة وتعاظمت التضحيات، فلا عودة للوراء أبدا، والتاريخ يمضي دوما للأمام ولصالح تيارات الحرية والأحرار.. الثورة السورية بعد خمس عجاف وتضحيات شعبية رهيبة وجدت لتنتصر وتؤسس لشرق جديد سينبعث بعد انهيار الفاشية التي تعيش اليوم لحظات غروبها الأخيرة.. المجد للأحرار والشهداء الكرام، والنصر الناجز للشعب السوري الحر، سوريا الحرة بشعبها الحر تعانق انتصار الحرية وبزوغ فجر سوري جديد.