14 سبتمبر 2025
تسجيليحمل شبابنا كثيراً من الطموحات والأهداف التي يسعون إلى تحقيقها فور تخرجهم، حالمين بمستقبل مشرق ومشرف على أرض بلادهم التي تحتضن مختلف المواهب والتخصصات من جميع أنحاء العالم. وكان لإطلاق منصة كوادر لتوظيف أبناء الوطن، العديد من الأهداف، وحملت وعوداً مختلفة بتوفير فرص عمل مناسبة ومتميزة لأبنائنا تتناسب مع ما يتمتعون به من مواهب ومع ما حصلوا عليه من شهادات كل في تخصصه ووفقاً لطموحه وأحلامه وإمكانياته، ولكن الواقع لم يأت بما توقعناه جميعاً، فشبابنا يقف على باب هذه المنصة حائراً بين رفض أو عدم توافر وظائف أو بين وظائف متواضعة لا تتناسب مع أحلامهم وتخصصاتهم. ففي 19 أغسطس 2020 أعلنت وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، إطلاق المنصة الوطنية للتوظيف (كوادر) لعرض جميع الوظائف المتوافرة في الدولة لجميع القطاعات (في الجهات الحكومية والجهات الخاصة)، بهدف إتاحة الفرصة أمام المواطنين للحصول على الوظائف التي تتناسب مع تخصصاتهم. وبدأ العمل الفعلي بالمنصة بعد أيام من إعلان إطلاقها بطرح 4800 وظيفة في جميع التخصصات، شملت مختلف المؤهلات العلمية، كما صاحبها حملات دعائية على المنصات الإعلامية، تفاءلنا جميعاً وتوقعنا أن تحل هذه المنصة أزمة توظيف الخريجين في الدولة، ولكن مع مرور الوقت بدأت الأحلام تتبدد على عتبة منصة كوادر، فعند التقدم للوظائف المذكورة على المنصة غالباً ما يكون الرد برسالة بأن الوظيفة المذكورة غير متاحة، أما سعداء الحظ الذين يتلقون رسالة لإجراء مُقابلة يكون الرد بعد المقابلة بالرفض أو لا يكون هناك رد أساساً من جهات العمل، ومن نال فرصة الترشح لوظائف عبر المنصة فوجئ بأن تلك الوظائف بعيدة تماماً عن تخصصاته ودراسته، فعلى سبيل المثال بعض خريجي العلوم السياسية تم ترشيحهم لوظائف "مناديب" في أماكن عمل مختلفة، بالرغم من أن معظم وزارلتنا بها إدارات تتناسب مع هذا التخصص مثل إدارة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي على سبيل المثال. لا شك أن منصة كوادر لم تستطع تحقيق الهدف منها، فبعد ما يقرب من عامين على إطلاقها لا يزال الكم الهائل من الخريجين ينتظر على بابها دون جدوى. وأرى أن الوقت قد حان للسادة أعضاء مجلس الشورى للتحرك من أجل دعم شبابنا وتقييم عمل تلك المنصة وهل حققت الهدف منها أم لا وحصر السلبيات والإيجابيات التي حققتها؟. وتوجد مطالب من المجلس بمناقشة ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي عن دور هذه المنصة، وماذا حققت من أجل شباب الخريجين، على أن يتم الإعلان عن نتائج هذا بكل شفافية للجميع. وإذا كنا نتحدث عن الكم الهائل من أبنائنا الذين ينتظرون الفرصة لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم، ففي نفس الوقت لا يجب أن نغفل عن البطالة المقنعة الموجودة في وزاراتنا وهيئاتنا، والتي تتمثل في كم كبير من الأشخاص الذين يشغلون وظائف مختلفة لا يعرفون عنها أي شيء، ولا يرغبون في القيام بأي عمل، وأرى أن على كافة الوزارات والهيئات حصر هذه الفئة واتخاذ قرارات حاسمة وإزاحتهم من أماكنهم وليكن بالفرض عليهم بعض الإجراءات الحاسمة أو بما يتوافق مع القانون لإتاحة الفرصة أمام الشباب الطموح فعلاً الذين يقدرون قيمة العمل وأهميته، لتحقيق أحلامهم. @fatmaalkuwari21