17 سبتمبر 2025

تسجيل

دولة قطر.. وتنشيط العمل العربي المشترك

16 فبراير 2014

برغم كل حملات الحقد والكراهية والابتزاز، تسير السفينة القطرية بقيادة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نحو مرافئ الأمان والاستقرار و النمو، وتتصاعد همة الشعب القطري في خوض غمار التحديات المستقبلية والاستعداد لأوراش العمل الكبرى التي جعلت من الدولة ورشة بناء كبيرة ومحطة تنموية واعدة، وفي ظل برنامج إنعاش ونهضة وطنية غير مسبوقة تؤشر على همة القيادة العليا في السير بالبلد نحو آفاق تطور خطط لها بإمعان واهتمام.. قطر التي تواجه حملات حقد عدائية لم يسبق لها مثيل في عالمنا العربي برغم كل عطائها و سخائها في مجالات العمل القومي، لم تفقد البوصلة، ولم يتزعزع إيمانها بقدرها وانتمائها القومي الأصيل، ولم يزعزع ثوابتها الإنسانية المتوارثة أي طارئ، لقد حدد سمو الأمير منذ توليه مقاليد الأمور أهمية الدور القطري في العالم العربي، وساهم في تفعيل مسيرة العمل العربي المشترك من خلال التوجه للمشاركة الفاعلة بخطط التنمية العربية وبجعل الشعب العربي في أقطاره المختلفة هدفا لمجالات الخير والعطاء القطرية من خلال استغلال منافذ التكامل العربي على أفضل وجه ممكن، فمثلا قام سمو الأمير حفظه الله في شهر ديسمبر من العام الماضي، بزيارة ملفتة للنظر للمملكة المغربية حملت معها تباشير تنموية واضحة ضمن الإطار القومي، حيث تم الاتفاق خلال تلكم الزيارة المهمة على توقيع أربع اتفاقيات، تتعلق بالمسائل الضريبية، ودعم البنية التحتية، وتمويل المشاريع الصناعية في المغرب، إضافة للاهتمام بالجانب الزراعي هناك وما تمثله المملكة المغربية من دور كبير باعتبارها خزانا غذائيا من الممكن أن يرسخ ويعمق سياسة الأمن الغذائي العربي، وهي مهمة إستراتيجية لصانع القرار القطري دورا حاسما وفعالا في صياغة أسسها ومبادئها العامة، قد لا يلتفت بعض المراقبين لتلكم الخطوات القطرية، إلا أنها في الواقع تمثل تحركا سياسيا و اقتصاديا مثيرا للإعجاب ولقدرة القيادة في قطر على فتح أبواب المستقبل والتركيز على الملفات المهملة في العمل العربي المشترك رغم أنها المفتاح الحقيقي لدعم خطوات التطور المستقبلية ولصياغة منهاج عمل تطوري قومي يحقق، الحدود المقبولة من حالة التكامل الاقتصادي العربي الذي ساهمت الصراعات والخلافات السياسية في تكسيحه وإضعافه للأسف، الدبلوماسية القطرية تخوض في مجالات إستراتيجية فاعلة، وتسد نقصا هائلا في فجوات العمل العربي. في التوجه التنموي القطري تكمن حكمة القيادة الشابة التي آمنت بربها، فزادها الله إيمانا و عطاء وسلوكا لدروب الخير والنماء، وجعل جل غايتها تنمية الإنسان العربي بوسائل وأساليب عصرية متطورة تعبر عن فلسفة القيادة الحكيمة في العمل المباشر دون الالتفات لسفاسف الأمور ولحملات الحقد البائسة المعبرة عن فشل قيمي وأخلاقي.. دولة قطر لا تمتلك الوقت ولا الجهد لإضاعته، وهي تسابق الزمن في الإعداد والتنفيذ لخطط التنمية الوطنية والقومية أيضا، وهي تقدم النموذج الناصع للدولة الناجحة المستندة لهمة الأحرار ولصانع النهضة الوطنية وباني مسيرتها سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة الذي قدم نموذجا إنسانيا رائعا في الإيثار، وفتح بوابات المستقبل للشباب القطري، قيادة حكيمة، وإرادة صادقة، وفكر نير، وروح شبابية وثابة هي كل عناصر نجاح التجربة القطرية التي تطير اليوم بتجربة شامخة وضعت الإنسان العربي في صلب عقيدتها التنموية، وهي نموذج يستدعي كل عناصر النجاح والتميز والعطاء.