15 سبتمبر 2025
تسجيلاشتهرت بعض الأبيات الشعرية شهرة واسعة وتداولها الناس في أحاديثهم اليومية وخطبهم الدينية وأمثالهم الشعبية وأغانيهم الشائعة، ورغم شهرة هذه الأبيات فان قائليها لم ينالوا نصيباً كبيراً من هذه الشهره حيث عاش بعضهم مغموراً ومات دون أن يحظى بشيء من الخلود كما حظيت أبياته التي تحدت الزمان بجمال حبكتها ودقة وصفها وروعة بلاغتها وعظيم حكمتها، ومن هذه الأبيات الخالدة التي مازال الناس يتداولونها حتى في زمننا هذا ما قاله معن بن أوس المزني وهو شاعر جاهلي أدرك الإسلام وأسلم وهو من صحابة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم )، فقد قال ضمن قصيدة طويلة. أعلِّمهُ الرِّماَيَةَ كُلَّ يوَمٍ فَلَمَّا اشْتَدَّ ساَعِدُهُ رَمَانيوَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْمَ الْقَوَافي فَلَمَّا قَال قَافِيَةً هَجَانيأعلِّمهُ الْفُتُوَّةَ كُلَّ وَقْتٍ فَلَمَّا طَرَّ شارِبُهُ جَفَانيويردد الناس في زمننا هذا كما رددوا في الأزمنة السابقة ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ..... وهذا عجز البيت من قصيدة طويلة اطلق عليها لامية العجم للشاعر الطغرائي وهو الحسين بن علي الأصبهاني الطغرائي.وهو شاعر ووزير كان ينعت بالأستاذ وكان من رجال السلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب الموصل) الذي ولاه وزارته.ثم اقتتل السلطان مسعود وأخ له اسمه السلطان محمود فظفر محمود وقبض على رجال مسعود ومن ضمنهم الطغرائي، فأراد قتله ثم خاف عاقبة النقمة عليه، لما كان الطغرائي مشهوراً به من العلم والفضل، فأوعز إلى من أشاع اتهامه بالإلحاد والزندقة فتناقل الناس ذلك، فاتخذ السلطان محمود حجة لقتله، فأنشد الطغرائي قصيدته هذه يدافع بها عن نفسه.أصالةُ الرأي صانتْنِي عن الخَطَلِ وحِليةُ الفضلِ زانتني لدَى العَطَلِفيمَ الإقـــامُة بالزوراءِ لا سَـــكَني بها ولا ناقــتي فيها ولا جَمـــليفلا صــديقَ إليه مشـــتكَى حزَنِي ولا أنيـــسَ إليه منتَــهى جــــذليتنام عيني وعينُ النجمِ ســـــاهرةٌ وتســتحيلُ وصِبـــغُ الليلِ لم يَحُلِحبُّ الســـــلامةِ يُثْني همَّ صاحِبه عن المعالي ويُغرِي المرءَ بالكَسلِفإن جنحــتَ إليه فاتَّخِــــذْ نَفَقاً في الأرضِ أو سلَّماً في الجوِّ فاعتزلِإن العُلَى حدَّثتِني وهي صـــــادقةٌ في ما تُحدِّثُ أنَّ الــــعزَّ في النُقَلِما كنتُ أُوثِرُ أن يــمتدَّ بي زمــني حتى أرى دولةَ الأوغادِ والسّــفَلِلم أرتضِ العيـــشَ والأيامُ مقــبلةٌ فكيف أرضَى وقد ولَّتْ على عَجَلِأعـــلِّلُ النفــس بالآمالِ أرقُبُـــــها ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِأما بيت الشعر الشهيريا ليلُ الصبُّ متى غدُه أقيامُ السَّاعةِ مَوْعِدُهُالذي انتشر وتغنى به الناس في زمننا هذا حيث شدت به السيدة فيروز فهو من قصيدة طويلة عدد أبياتها تسعة وتسعون بيتا للشاعر علي الحصري القيرواني المتوفى سنة 1095 م وهو شاعر ضرير من أهل القيروان انتقل إلى الأندلس ومات في طنجة، ومن الأبيات الشهيرة في هذه القصيدةيا ليلُ الصبُّ متى غدُه أقيامُ السَّـــاعةِ مَوْعِدُهُرقدَ السُّــــــــمَّارُ فأَرَّقه أســـــفٌ للبيْنِ يردِّدهُكلِفٌ بغزالٍ ذِي هَيَـــفٍ خوفُ الواشين يشرّدهُنصَبتْ عينايَ له شرَكاً في النّومِ فعزَّ تصيُّدهُيا من جَحَدتْ عيناه دمِي وعلى خدَّيْه توَرُّدهُخدّاكَ قد اِعْتَرَفا بدمِي فعلامَ جفونُك تجْحَدهُأما المقولة الشهيرة التي ذهبت مثلاً بين الناس وهي وكلُّ إِناءٍ بالذي فيهِ يَنْضَحُفهي عجز البيت للشاعر الحيص بيص (المتوفى سنة 1178 م) والحيص بيص لقب به لأنه رأى قوما في اضطراب من شيء بلغهم فقال: ما بال القوم في حيص بيص أي في شدة وضيق واختلاط، واسمه ابو الفوارس سعد بن محمد بن الصيفي التميمي،وهو شاعر من أهل بغداد كان يلبس زي أمراء البادية ويتقلد سيفاً ولا ينطق بغير العربية الفصحى، وعجز البيت المذكور لبيت من ثلاثة أبيات قال فيها:مَلكْنا فكان العَفْو منَّا سَـــجيَّةً فلمَّا ملكْتُمْ ســـالَ بالــــدَّمِ أبْطَـــحُوحَلَّلْتُمُ قتلَ الأسارى وطالَما غَدوْنا عن الأسْرى نَعفُّ ونصفَحفحسْــــبُكُمُ هذا التَّفاوتُ بيْنَنا وكلُّ إِنــــــاءٍ بالذي فيـــهِ يَنْضَــحُكما اشتهر البيتان اللذان أنشدهما سابق البربري وهوشاعر وقاض وواعظ عاش في زمن الخليفة عمر بن عبدالعزيز، حتى عُدا من الحكم التي يتداولها الناس حتى زمننا هذا وهذان البيتان هما.قد ينفع الأدب الأحداثَ في صغر وليس ينفعهم في بعده الأدبُإن الغصونَ إذا عدّلتها اعتدلت ولا يلينُ إذا قوّمتَهُ الحطبُأما عمران بن حطان السدوسي وهو شاعر عربي، من شعراء صدر الإسلام فأنشد قصيدته التي أشتهر منها هذا البيت يحث نفسه على الصبر في الحرب أسد علي وفي الحروب نعامة ربداء تجفل من صفير الصافروقد أنشد عدي بن زيد العبادي وهو شاعر من القرن الخامس الميلادي كان من دهاة العرب في الجاهلية، قصيدة ردد الناس بيتاً واحداً منها هوعن المرء لا تسأل وسل عن قرينهفكل قريـــن بالمقـــــــــارن يقتــديأما صالح بن عبد القدوس وهو من شعراء الدولة العباسية فقد تغنى بقصيدة اشتهر منها هذان البيتانإن القلــوب إذا تنافـــر ودهـامثل الزجاجة كسرها لا يشعب.