12 سبتمبر 2025
تسجيللست ادعي الانتماء الكامل الى "قبيلتي" من الفيسبوكيين، لاني أصبحت مقلاً جداً في الحضور بالآونة الأخيرة وهذا لا يعني انني كنت مكثرا قبل هذا ولكن كحد ادنى في البدايات كنت اضرب "كارت" الحضور على الاقل عموما احاول الان الا افوت اطلالة سريعة على آخر اخبار الاصدقاء في شرق الارض وغربها واجد معهم سلوى وانساً لا يعرفهما الا من جربهما.. مع قبيلة تشاطرك اهتماماتك دون ان تلزمك اعباء.. ومن ذلك صديق اكاديمي باريسي من قبيلتنا العريقة كتب معلقا على صورة التقطها في احد شوارع باريس قائلا: المشرَّدون الأربعة.. الآن في صباح هذا اليوم الشتوي، في قلب باريس.. عاصمة النور.. في محطة لوكسمبورغ، حيث ينتصب من فوق أقبية الأنفاق مجلس الشيوخ الفرنسي.. جلس المشرّدون الأربعة: رجلان وكلبان.. الرجلان يحتسيان الجعة والكلبان ينظران إلى المارة نظرة استعطاف.. بجانبي عجوزان فرنسيتان عبرتا عن إعجابهما بمنظر الكلب الصغير في عربة الرُّضع.. بينما كنت أنا أتأمل الرجلين وأتخيل أشياء أستحي من ذكرها.. ولذلك قررت تصوير المنظر احتجاجا على بني الإنسان.. الصورة التعيسة تتبعني، فقررت إرسالها إلى الفيسبوك في محاولة للتخلص منها.. أو ربما في محاولة من الصورة لكي تتخلص هي مني. لا أدري.. فكتبت احداهن — من قبيلتنا — معلقة عليه: حتى عاصمة النور هذه تحوي كثيراً من الظلام، ولن نعرف النور الحقيقي حتى يعمر قلوب بني الإنسان.. وكتب آخر: في كل مكان ثمة عتمة!! محزن جدا هذا الواقع!! فكتب الصديق الاكاديمي رادا على السابقين: أعتذر لديكم عن هذا الحزن.. كان يمكنني أن أفرحكم بمنظر غيره.. لكن هل كنا نعرف معنى الفرح دون أن يكون هناك حزن؟ ليأتي تعليق لاحق: من حكمة الله يا أستاذ.. انه تعالى خلق العالم بين ثنائيتين، خير — شر، فرح — حزن، قبح — جمال، نور — ظلام، غنى — فقر، "فريقاً هدى وفريقاً حقّ عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مُهتدون" الأعراف/30.. فوقع احدهم قائلا بالاسفل قائلا: معك حق، حتى نقدر نعم الفرح أو السعادة لأنها أدوم ينبغي أن نعتبر من تعاسة الآخرين! وهكذا آخر وضع شخبطته: والضد يظهر حسنه الضد! ولفت نظري تعليق لآخر — يبدو لي شخصية مهمة من هيئته — يقول متسائلا: أكان هذا المنظر موجودا يوم حكم الإسلام الأرض بمسلميها وغيرهم؟ واضاف بعد ذلك في رسالة جديدة: نسأل الله أن يمكن لدينه والمسلمين في ارضه فكتب هذا الفقير الى الله: عفوا.. نعم وجد الفقر عندما حكم الاسلام الارض.. فالفقر مشكلة محايدة ليس لها علاقة بالدين ايها الاعزاء.. الفقر له علاقته الوثيقة بالابعاد والظروف الاقتصادية، فقد وجد الفقر في عهد النبوة منهم مائة نفر من الصحابة من اهل الصفة كانوا في بعض الايام لايجدون طعاما ولم يكن يكسوهم سوى ما يستر عوراتهم.. وسامحوني.. على مداخلتي. والى هنا توقفت التعليقات عساي ما كنت شؤما على افراد قبيلتي العزيزة.. لم اكن ارغب ان اكون سببا في توقف هذا الحوار الجميل.. اللهم مكن لدينك في أرض هي أرضك وخلق هم من خلقك آمين..