22 سبتمبر 2025

تسجيل

المطلقة والمحاكم

16 يناير 2012

كثيرة تلك القضايا التي تختص بالطلاق وما قبله وما بعده وهي تحتاج وقتاً طويلاً للفصل فيها وخاصة اذا جمعت مع قضايا اخرى في نفس المحكمة ناهيك عن التأجيل المتكرر لغياب احد الطرفين او لاستنتاج ادلة او لما يأخذه الاستئناف من وقت والأهم من ذلك في حال صدور الأحكام يضيع وقت طويل للتنفيذ وتكون هناك مماطلات من بعض الأزواج المكلفين بدفع النفقات ومصاريف رعاية وتربية الأطفال. تتداول القضايا في المحاكم شهورا طويلة وكل جزء من الحقوق يحتاج قضية وجلسة منفصلة. بسهولة يطلق بعض الرجال ويترك كل الأمور للمطلقة ان تأخذها من المحاكم هذا اذا استطاعت ان تفعل ذلك مع ما يمكن ان تصرفه من مبالغ باهظة للمحامين. تصدر الأحكام ومن ثم يأتي دور التنفيذ فيتعنت البعض ويماطل ويتحجج بأسباب واهية وكأن الأمر لا يتعلق باولاده ومطالبة الشرع له بذلك حتى دون محكمة. تكون بعض الأحكام باستقطاع من راتب الزوج وتتم مخاطبة جهة العمل وحتى يتم الرد ويتحدد المبلغ المطلوب يأخذ الأمر وقتا وهناك من لا يعمل في الحكومة وانما اعمال خاصة ويمكن ان يتهرب بان يكتب كل املاكه باسم زوجته الأخرى او بأسماء اشخاص لا يمكن الوصول اليهم او ان يكون مديوناً وغيرها من الأسباب التي لا يستوعبها عقل وكذلك يحدث ان يتغير مسار القضية او ان تفتح قضايا جديدة لنفس القضية والوقت يطول والضحية نساء واطفال ليس لهم ذنب. حوادث كثيرة وغريبة تحصل جراء انفصال الزوجين وخاصة لمن لا يراعي دينه ويظلم نفسة واهله. البعض تصل به الأمور ان يسفر الخادمة والسائق نكاية بزوجته ومنهم من يخرج من المنزل ولا يسأل عن احد ولا يطلق ويترك المرأة واطفالها شهورا أو سنين دون اي شيء، فان لم يكن لديها ما تنفقه ذهبت الى المحاكم ودخلت في دوامة القضايا التي لا تنتهي، احداهن طلبت من المحكمة كسوة العيد لأطفالها ودخل عليها العيد ولم تحصل عليها وهناك من تصل به الأمور بان يبيع المنزل الذي تسكن بة عائلتة ويتركهم في الشارع او اللجوء للمحاكم. البعض يسكن في منزل بالإيجار تضطر المرأة لدفع الإيجار الى اجل غير مسمى، وآخر لا يلتزم بدفع مصاريف التعليم في المدارس الخاصة او في مدارس تعليم الأطفال ذوي الاعاقات، وغير ذلك من التقصير واللامبالاة من البعض في حقوق اطفاله ومطلقته والطامة الكبرى اذا كان الزوج غير قطري وترك المرأة واطفالها سواء مطلقة او معلقة تتخبط في المحاكم تطلب حقوقها وقد لا تصل الى نتيجة الا بعد زمن طويل. فكيف يمكن ان تسير المرأة امورها ان لم يكن لديها شيء؟! يحدث هذا على مراى المجتمع كله واجهزته المختلفة والتي للأسف لم تستطع وضع خط فاصل لتلك السلبيات التي تحدث في المجتمع ونتيجتها ضحاياها من الأطفال والنساء، وها هي السلبيات تزداد وتتفاقم ولا يوجد من يحرك ساكنا بشكل جدي وفاعل ويحمي المجتمع من أمراض اجتماعية محتملة نحن في غنى عنها، خاصة وإننا في دولة تنعم بالخير الوفير والمؤسسات المختصة في الأسرة وشؤونها. حتى الآن لم تنخفض لدينا نسب الطلاق هذا ان لم تزداد، رواتب المطلقات ضعيفة جدا وبصعوبة يمكن ان تحصل عليها، المحاكم مليئة بقضايا الطلاق وتبعاته والتنفيذ بطئ ومتقطع. انني اقترح ان تكون محكمة الأسرة منفصلة حتى تكون لديها سرعة في الأحكام والتنفيذ وكذلك نبعد النساء والأطفال عن المجرمين والمناظر التي يمكن ان يروها في اروقة المحاكم الاعتيادية. كما ارجو ان تخصص الجهات المختصة بعد دراسة الحالات بشكل فوري مبلغا ماليا كافيا للأسرة التي تتعرض للطلاق او التعليق — كما يحدث للبعض من النساء — حتى صدور الأحكام واستقرار الأمور اي انتظام الصرف ورضى الأسرة ويمكن ان تقوم تلك الجهة باستقطاع من الزوج او المطلق حسب ما تراة المحكمة مهما استغرق من وقت. اسأل الله ان ينعم علينا وعلى جميع المسلمين الصحة والسعادة وراحة البال.