19 سبتمبر 2025

تسجيل

أوراق في كتاب حياتنا

16 يناير 2011

أوراق متنوعة تطرح ما في جعبتها لترتاح راحةً ما بعدها راحة، هي الاوراق التي فقدت لونها وبدأت تلبس اللون الاسود لتطرح همومها بين الحين والآخر على كراسات لا معنى لها في الوجود، فقط لتنسى آلامها ويتساقط منها اللون الاسود. هناك أوراق تجدها تحمل اللون (الغامض) تجرح القلوب، تحمل السهام المسمومة، مصبوغة بماء النار، قبل ان تخترق اجسادنا (تقتلنا)، وما ان يقترب منا تجد ارواحنا تنطق وتعيش سكرة الموت بسببها، تلك الأوراق تحمل الكلمات والعبارات التي لها في الصميم حسرات، هذه الاوراق التي تنطلق انطلاقاً صاروخياً، تاركةً خلفها ادخنة بيضاء، لو استنشقناها لمتنا بعدها، هي الاوراق الغامضة التي تكمن في النفاق الذي نتفوه به كي لا نخسر من حولنا، ناهيك ان المنافقين توعدهم الله بالعذاب الأليم.. فلنتنازل عن هذه الورقة التي لا مقدار لها في زمننا هذا. تأتي الأوراق (العنصرية) هي التي مازالت تعاني منها بعض الفئات، تنطق كلمات لا تقصدها ابداً، حتى لا نفهم ما الذي يقصده العنصري في اختياره لتلك العبارات، تخشى ان تختلط مع هذا وذاك او بالمعنى الاصح لا تريد الاختلاط فهي تعيش اجواء بركانية تعاني من حرارتها، تجد الارض من تحتها تهتز، والسماء تكاد ان تقع فوقها، خلقت لنفسها طقوساً تجعل من حولها ينفر منها، فهي مريضة مرضاً نسأل الله ان يشفيها، هذه الأوراق يجب ان تحترق لنتخلص منها، وهذه الأوراق نسيت ان الحديث يقول (لا فرق بين عربي وعجمي) (ولا فرق بين ابيض واسود) وان الحديث قضى بحروفه على كل معاني العنصرية، فليت هذه الأوراق تحترق وتصبح رماداً آجلاً ام عاجلاً. تسبقنا أوراق تحمل (الوفاء) في معانيها، كثيرون ينطقون بها ككلمة تمر بين ألسنتهم، ولكن لا تجد من يتفهم معناها، حينما تشعر ان هناك من هو وفيُ معك، تشعر بأن الحياة لها رونق جميل، لا يمر الليل إلا وغطاؤك ذكرى الاوفياء، وان حل النهار تشعر بعنوان الوفاء يتلألأ في السماء، ومع غروب الشمس تعلن الوفاء بخلودها الدائم بيننا، هذه الورقة حبذا لو اشعرها بيننا تسكن، ولنا تتلهف، وفي اجوائنا تلمع، بعدها نعيش كالامراء لا ينقصنا شيء، فالوفاء هي الورقة التي لا ولن تقع على الارض ابداً، فمقرها ومسكنها في الوجدان، هذه الصفة ذكرت في كتاب الله الكريم اذ قال (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ)، إذن نحن بحاجة ماسة لتلك الصفة التي اصبحت فقط كلمة في زمننا هذا. ماتت أوراق (الامل)، انهدمت جسورها المبنية فوق الانهار العذبة، يموت الآلاف يومياً لفقدانهم لذة الامل الذي يعطيهم الامل الكبير في الحياة، ضروري ان نعيش والامل له بيننا مقر، يجب ألا تنطوي صفحة الدنيا الا وللامل نصيب الاسد بيننا، مهما كانت الايام عصيبة، والليالي مظلمة، فلابد من شمس الامل ان تشرق بيننا، فظلام الليل لن يدوم، وللاحزان عمر قصير، وكل غروب بعده شروق، وهكذا الايام تدور، هنيئاً للامل ان سكن القلوب. بصمة حب: اخشى ان تغلبني عفويتي في اختيار الكلمات، فالبعض يتهمني في بصماتي، والبعض لا يقرأ المقالة بل تسبقه الاجفان للبصمة، وانا اخشى ان اتجاوز حدودي، لذلك اضع قلمي على ورقتي، بعدما اكتب لك كلمة واحدة تزين اسطري (رغم انف الجميع) احبك ولن اتنازل عن هذه الكلمة ابداً، فبصمتي منك واليك، وحبي مصدره حروف اسمك وملامحك، هذه ورقتي اضعها بين يديك. ايميل: [email protected]