14 سبتمبر 2025

تسجيل

منتدى الدوحة يعزز ريادة قطر في صياغة المستقبل

15 ديسمبر 2023

هي فرصة تاريخية إضافية أتاحتها الأزمات المؤسفة الأخيرة حتى يتأكد العالم من أن الرسالة التي تؤديها دولة قطر من أجل مستقبل أفضل وأسلم وأعدل هي رسالة الدبلوماسية القطرية القائمة على المبادئ والقيم الأخلاقية دون التفريط في مصالح الأمة وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة حسب القانون الدولي الحقيقي لا حسب أمزجة دول كبرى تكيل بمكيالين وتزن بميزانين وهو ما لخصته افتتاحية صحيفة الشرق ليوم الثلاثاء بقولها: «إن ريـــادة دولــة قـطـر فــي الـجـهـود الانـسـانـيـة لا تـأتـي فـقـط من استجابتها للظروف الطارئة والعاجلة بإرسال المساعدات لتخفيف المـعـانـاة عـن المتضررين مـن الأزمــات بشتى أنـواعـهـا حـول العالم وإنما أيضا من وساطاتها من أجل تحقيق السلام والاستقرار وآخرها الهدن الانسانية التي سمحت بدخول العديد من القوافل الاغاثية لسكان قطاع غزة» بهذه الأخلاق التي سادت منتدى الدوحة الحادي والعشرين تـفـضـل حــضــرة صــاحــب الـسـمـو الـشـيـخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد حفظه الله فشمل بـرعـايـتـه افـتـتـاح منتدى الدوحة 2023 تحت شعار (معا نحو بناء مستقبل مشترك) وذلك بحضور ثلة من رؤساء الدول الشقيقة والصديقة ومشاركة فعالة للسيد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة وجمع كبير من قادة الرأي ورؤساء المنظمات المجتمعية الفاعلة مع العلم أن المنتدى مناسبة تتكرر منذ 21 عاما تؤكد حرص دولة قطر العريق في جمع كلمة مختلف الشعوب حول المواضيع المشتركة التي يستحيل على كل دولة على حدة البت فيها مثل مشاكل البيئة والأوبئة المتفشية وأزمات المناخ والحروب الأهلية العابرة للقارات. وفي كلمته على منبر المنتدى أكـــد حــضــرة صــاحــب الـسـمـو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد تـطـلـعـه إلــى أن يـسـهـم مـنـتـدى الــدوحــة 2023 فــي إثـــراء الــنــقــاش بين الـــقـــادة وصــنــاع الـــقـــرار بــمــا يــقــود إلــى مـقـتـرحـات وحــلــول مـلـمـوسـة لـلـتـحـديـات العالمية المعقدة. وبهذه المناسبة استقبل سموه سـعـادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة حيث جرى بحث عدد من المستجدات الاقليمية والدولية وفي مقدمتها الوضع في منطقة الشرق الأوسط، خاصة تطورات الأوضاع في غزة والأراضـي الفلسطينية المحتلة وفي هذا الصدد أعرب سعادة الأمين العام عن شكره وتقديره لسمو الأمير على جهود ومساعي دولة قطر الناجحة في الوساطة الخيرة التي أدت الى اطلاق سراح بعض الرهائن وفتح المعبر للشاحنات المحملة بالإغاثة الإنسانية وفرض هدنة ولو مؤقتة لحقن الدماء وفي نفس السياق شهد معالي الشيخ محمد بـن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الــوزراء وزير الخارجية تدشين فعالية اللمحة الانسانية العالمية لعام 2024 ويؤكد التدشين الـذي يقام في الدوحة لأول مرة على ريادة دولة قطر في الجهود الإنسانية حيث أشاد السيد (مارتن غريفيث) وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية بالدور الانساني لدولة قطر ومساعيها الـدؤوبـة لتحقيق الـسـلام والاستقرار في المنطقة والعالم. وفي كلمته الافتتاحية للمنتدى قال معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: إن ما يحدث في غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة يدفع الشعوب الحرة حـول العالم إلـى توجيه أسئلة مشروعة حول ماهية النظام الدولي وفاعلية أدواته الـقـانـونـيـة وصـــدق مــبــادئــه وهـــذه الأسـئـلـة تــزداد إلـحـاحـا مـع تـزايـد المـشـاهـد المـؤلمـة الـتـي ربـمـا نشيح بوجوهنا عنها مـن فظاعتها ولكنها واقــع يعيشه مليونان ونصف المليون من الفلسطينيين في قطاع غزة الشهيدة. وعبر معاليه عن أسـفـه بــأن تـكـون الــذرائــع الـتـي تساق حـول استهداف المدنيين الأبرياء مقبولة لـدى البعض وشدد على أن استهداف النساء والأطفال والأبــريــاء بشكل متعمد مـرفـوض تـحـت أي ذريـعـة مـضـيـفـا: «فــالــقــانــون الـــدولـــي وقـيـمـنـا الانـسـانـيـة والدينية تفرض حمايتهم وإدانتنا لقتلهم وحصارهم وتجويعهم وهو موقف مبدئي ثابت لا يتزعزع» وأكــد عـلـى أن هــذه الأزمـــة أظــهــرت بــوضــوح حجم الفجوة بين الشرق والغرب وبين الأجيال المتعاقبة وازدواجية المعايير في المجتمع الدولي حيث انقسم الـعـالـم إلـى مـطـالـب بـإنـهـاء هـذه الـحـرب وإيـقـاف آلـة الـقـتـل ومــتــردد حـتـى فــي مـجـرد الــدعــوة إلــى وقـف إطـلاق النار والأخطر هو من يريد أن يعيد صياغة الـصـراع على شكل حـرب دينية مؤكدا أن هـذا الصراع كان ولا يزال قضية احتلال ومطالبة بالحق المسلوب في تقرير المصير وعلى مر العقود كان خيار السلام مـطـروحـا ولـكـنـه كــان ضحية المـمـاطـلـة والـتـسـويـف، وعلينا أن نسأل من هو الطرف الذي واجه كل مبادرات السلام بوضع العراقيل أمامها والتصعيد لإفشالها لو كنا مخلصين حقا في العمل «معا نحو بناء مستقبل مشترك»، فالبداية هي الاعتراف الموجع بحقيقة الخلل فـي الـنـظـام الـعـاملـي هـذا الخلل الـذي يسمح بالقبول باستدامة الصراع وعدم الوصول إلى حل ولا يمكن لهذا الحل أن يكون مستداما الا إذا كان عادلا وشاملا. وألح في كلمته على تكثيف الجهود المخلصة في وضع تصورات جديدة للنظام الدولي تتناسب مع ظروف عالم اليوم والتخلي عن حسابات الماضي الـتـي خـرجـت مـن حيز الـواقـع والـبـدء مـن الـيـوم في بـنـاء المـسـتـقـبـل بـمـراجـعـة شـامـلـة لـلـنـظـام الـدولـي والانــســانــي مـراجـعـة تــؤســس لـنـظـام عــالمــي يـقـوم عـلـى أنـظـمـة وقــواعــد ومـؤسـسـات تـحـتـرم المــســاواة بين الشعوب لا امتيازات فيها للقوة ولا تمييز أو تفضيل فيها على أساس العرق أو الدين أو الانتماء السياسي. ومن جهته ثمن سـعـادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمـيـــن الـــعـــام للأمــم المـــتـــحـــدة جــهــود الــوســاطــة الــتــي قــامــت بــهــا دولــــة قـطـر للتوصل إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة والتي تضمنت وقفا لإطلاق النار وإدخال المـزيـد مـن المـسـاعـدات الانسانية للقطاع وإطلاق سراح عدد من الرهائن مشيرا إلى أن مجلس الأمن الذي يعتبر المنتدى الأول لفض النزاعات العالمية بـات مشلولا بفعل الانقسامات الجيواستراتيجية مما أدى إلـى عرقلة الــتــوصــل إلــــى حــلــول بــشــأن عــــدد مـن القضايا وقـــال الأمين الــعــام للأمــم المــتــحــدة: إن القصف الاسرائيلي العنيف لقطاع غزة قـوبـل بـالـصـمـت مــن قـبـل المـجـلـس وبـعـد أكــثــر مــن شـهـر صــدر قـــرار عــن المـجـلـس لــم يـتـم تـنـفـيـذه وهـــذا الـتـأخـيـر كــان له ثـمـن بــاهــظ مـمـا عــرض سـلـطـة المجـلـس ومصداقيته لأضرار كبيرة وهو ما اضطره كما قال لأول مرة منذ انتخابه الى استعمال البند 99 من الميثاق للفت أنظار المجلس للأخطار المهددة للسلام والأمن الدوليين.