26 سبتمبر 2025

تسجيل

اليوم الوطني لدولة قطر: رفرفة تعانق سماء المجد

15 ديسمبر 2022

يتزامن احتفال دولة قطر بيومها الوطني في الثامن عشر من ديسمبر هذا العام مع اشتداد المنافسة على لقب البطولة الأغلى والأهم في عالم الرياضة ألا وهي بطولة كأس العالم لكرة القدم "قطر 2022"، حيث غدت هذه الدولة الصغيرة جغرافياً، الكبيرة فيما عدا ذلك وجهة الشعوب من شتى بقاع الأرض ليس بالضرورة لمشاهدة المباريات التي تجمع أفضل المنتخبات، وإنما للتعرف كذلك على هذه الأيقونة الخليجية التي أصبحت تتداول على الألسن، ويعرفها القاصي والداني، وصارت مرجعاً جغرافياً للاستدلال به عند التعريف بمنطقة الخليج العربي وبالشرق الأوسط بوجه عام. إن تقدم الدول والشعوب لا يقاس بقدم وجودها، ولا بعمق تاريخها، ولا ماضيها، وإنما بتسارع وتيرة نموها، ورخاء شعوبها، وتكيفها مع ما تفرضه الظروف والأحداث من متغيرات شتى، وبما تقدمه من عطاء غير محدود خارج محيطها الجغرافي، وبما تظهره من قوة ناعمة خارج أسوارها، لا لبسط سيطرتها ونفوذها، وإنما لمساعدة الآخرين للنهوض ببلدانهم المتعثرة سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، وحتى أمنيا، فأضحت قبلة أولى لكل المتخاصمين، واستطاعت بحكمة قائدها لم شمل الأضداد، وإرضاء جميع الأطراف، وحتى أولئك الذين وجهوا أصابع النقد إليها أصبحوا يتهافتون لكسب ودها، وتعظيم شأنها، والاعتراف بفضلها، مغلبين لغة المنطق والواقع الذي مكن قطر من نيل هذا القدر الوافر من الاحترام والتقدير من الجميع بكل عزة واقتدار. تعتبر دولة قطر في عالم اليوم نموذجاً متفرداً يحتذى به من خلال ما حققته في سنوات قليلة من التخطيط الدقيق، والعمل الجاد، والجهد الدؤوب لمقارعة الكبار الذين غدوا يتقزمون أمام نهضتها، فما يراه الزائر لقطر من نمو وتقدم وازدهار وأمن لا يمكن أن يحقق بالمال فقط، فهناك دول عديدة كان لها ما كان لقطر من سيولة مالية غير أنها لم تحقق الكثير، ولم تلب طموحات شعوبها وأماني أجيالها، وليس هذا فحسب، وإنما عندما نتحدث عن دولة قطر لا بد أن نشيد بقدر الاستقرار السياسي الذي تشهده في عالمنا العربي المليء بالتقلبات أو قل بالانقلابات السياسية، والتحولات الاجتماعية والفكرية فكان انتقال السلطة السلس إلى أمير شاب يقود زمام الأمور في المرحلة القادمة خطوة غير مسبوقة في عالم يتمسك فيه الحكام بمناصبهم حتى الرمق الأخير، فكان سمو الأمير عند حسن الظن، وكان الاختيار موفقا دون منازع، وقاد دفة السفينة وعبر بها إلى بر الأمان في أحلك الظروف، وحول التحديات إلى فرص عظيمة تخدم مسيرة الوطن لقرون من الزمان. هذه هي قطر بضآلة مساحتها وقلة عدد سكانها، ولكن في نفس الوقت باستتباب أمنها، ورخاء شعبها تسابق الزمن لتروي حكاية دولة صاغت نفسها رمزاً للكفاح، ونموذجاً يحتذى به للتقدم، وسيرة تروى للأجيال القادمة عن دولة يجوز وصف نهضتها، وتقدمها، وعلو كعبها كقصة من قصص الخيال، ورمزاً عالمياً صعب المنال.