26 سبتمبر 2025

تسجيل

اليوم الوطني لدولة قطر: عين على الماضي وتطلعات نحو المستقبل

20 ديسمبر 2021

حين يحتفل القطريون بيومهم الوطني في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام فهم بلا شك يجسدون ملحمة تاريخية وحباً لوطن يحتضنهم ويباهون به الشعوب والأوطان، فاليوم الوطني مناسبة يفخر بها كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، فقطر هي التاريخ والأجداد والإرث الحضاري الذي تمتد جذوره إلى بقاع الجزيرة العربية، وقطر هي موطن المؤسسين، والألى الذين ساروا على ضياء الأنبياء، فلا مجال لاختصار هذا الإرث في عقود من الزمن فقط. قطر الأمس هي الإنسان الذي تجلت فيه سمات العروبة والكرم والنبل والشهامة والنخوة والشجاعة، فصعوبة الحياة وشظف العيش شكَّلا من الإنسان القطري مورداً اجتماعياً فاعلاً يرتكز على مساعدة الغير ليبقى صامداً في وجه نوائب الدهر وأهوال الزمان، وترك القطريون الأوائل أثراً بارزاً في تاريخ أمتهم، وعملوا على الارتقاء بوطنهم وشعبهم، مقدمين تضحياتهم فوق مصالحهم الشخصية ليسجلوا أسماءهم بحروف من ذهب، ويرصعونها بأحجار من ماس. وعالم اليوم بمنظوره الواقعي لا يقيم حجم الدول بمساحتها الجغرافية وإنما بمدى تأثيرها وتفاعلها مع محيطها الإقليمي والدولي، فقطر اختصرت مسافات الزمن لتقارع الكبار بما تقدمه من إسهامات في جوانب شتى خارج أسوارها في عالم متصدع غلبت على سياسات دوله الأنانية والانتهازية، وقطر لفتت أنظار العالم بنهضتها واقتصادها وأمنها (رغم كثرة الوافدين) واستقطابها لأهم الأحداث والفعاليات الثقافية والرياضية والإنسانية، وعندما نستذكر الأحداث والفعاليات التي تستضيفها هذه الأيقونة الخليجية فلا بد أن نذكر النصيب الوافر للرياضة، فعلى سبيل المثال لا الحصر يعتبر تنظيم حدث رياضي ككأس العالم إنجازاً عظيماً يحمل دلالات عدة، فنالت ثقة العالم لتنظيم الحدث المونديالي الذي طالما حلمت به العديد من الدول فخسرت الرهان وربحته قطر. وقطر كذلك أثبتت قدرتها على تجاوز الأزمات بحنكة قيادتها السياسية التي أبحرت بسفينتها باقتدار وصمدت في وجه العواصف، الأمر الذي عزز وحدة صفها، وشكل منها كيانا متماسكا متلاحما لا يزعزعه شيء، فصار شعبها حماة يوم النداء، جوارح يوم الفدا، وحمائم يوم السلام وهذا يلخص طبيعة الإنسان الذي يحظى بقدر من الوطنية والانتماء تجاه وطنه، حيث إنه يتكيف وفق ما تفرضه الظروف من قيود وتحديات. وللقطريين أقول: هنيئاً لكم هذا الوطن الجميل الصغير في مساحته، العظيم في جوهره بما يحتويه من تفرُّد في كل شيء وبما يحمله من طموحات سقفها عنان السماء، وحريّ بكم أن تشمروا عن سواعد الجد لتكملوا مسيرة البناء التي بدأها الأجداد والمؤسسون لتظل راية قطر خفاقة مرفوعة، ترعاها عناية المولى عز وجل ولتغدو قطر بشموخها وتفردها سيرة تتلى على القلوب عزاً وأمجاداً وإباء، ولتبقى حرةً تسمو بروح الأوفياء. **كاتب عماني ●