21 سبتمبر 2025

تسجيل

الفساد.. حتى يتلاشى

15 ديسمبر 2011

* جميل أن تتصدر دولتنا الحبيبة قائمة تقارير المنظمات العالمية للدول العربية الأقل فسادا والترتيب الثاني والعشرين دوليا ويشكر لها سعيها في التبوؤ مرتبة متقدمة ضمن عشر دول الأولى عالمياً بافتتاح مركز حكم القانون ومكافحة الفساد. * وهنيئاً لنا قطر حكومة وشعباً أميراً ساعياً مجتهداً لنيل المعالي كلها فلم تشغله أمور السياسة ومصاعبها عن بناء الوطن والارتقاء بالإنسان ولم تزعزعه الأحداث الاقتصادية وانتكاساتها عن ثقته بالله حتى تفجرت له قيعان البحار خيرات ورخاء، ولم يتوار عن أحداثها وانفجار ثوراتها بل شارك في صنعها ودعمها مؤكداً على كرامة هذا الإنسان وهكذا نجده قائداً تفخر به البلدان وتحمد له الأعمال وأخيراً كان منه هذا التقدير والإجلال لمجدد الدين وعالم الأمة الجليل محمد بن عبد الوهاب حيث زهى جامع الدولة بحمل اسمه (رحمة الله عليه) فلله الحمد سبحانه الذي جعل لنا من قائدنا مفخرة في كل مجال. * ولان الفساد داء تجب محاربته والإثم العظيم لمن أوجده أو شارك فيه أو تستر عليه فإن على الجميع أن يحاربه ليس بتكليف وظيفي ولكن استجابة إلهية " بها تستقيم الحياة وتسعد الأوطان ويشرف الإنسان، ويكفي الإنسان شرفاً أن تكون له هذه البصمة أو تلك في إقرار معروف أو إنكار منكر في معيشتنا التي ما شرع ديننا إلا ليقومها وليسعد الناس بممارستها. * ولأن ديننا وهو مصدر الرقابة والاستقامة في أمور حياتنا مهما تناهت في صغرها، ولأن كثيراً من الأمور لابد من قوة سلطان تعجل منها ومجتمعنا ما زال ينوء بثقل هذه الممارسات وانتشار هذا الداء "الفساد" في أغلب مؤسساته، فان للمواطن العادي أن يلحظ مؤشره وهو "صعوبة الحصول على حقوقك للبعض وسهولة الحصول على ما ليس من حقك للبعض الاخر" شرطها (منصبك أو قرابتك) فتجد من الصعوبة بمكان أن تخلص معاملتك أو تجد وظيفتك بالرغم من تفوقك أو حتى سرير لك في المستشفى أو مقعد لك في المدرسة. والآخرون من السهولة بمكان أن تجد تيسيرا لمعاملاتهم بالرغم من مخالفتها للأنظمة وأرض أولى وثانية وثالثة ووظيفة لا يستوجب دوامهم فيها وسفرية لا يتقن سوى حساب بدلاتها، ودراسة أو ترشيح بالرغم من تدني معدله. * إنه داء الفساد الذي لن يتوارى حتى تتلاشى هذه الأسئلة التي طالما تصدع بها رأس المواطن وحيرت تفكيره ولا مجيب لها، لماذا تهدم مزرعتي الصغيرة ويعطى الآخرون الكيلومترات؟ ولماذا يوظف فلان ويقبل في مؤسسات الدولة وأنا أتفوق عليه معدلاً أو اجتهاداً؟ لماذا يعجل بتخصيص الأراضي لأفراد ويؤجل طلب آخرين؟ لماذا يتحكم في مصيري ويسارع بتقاعدي مدير هو أقل مني عطاء وأمانة؟، لماذا يتجاهل دستور بلدي وأظلم في وطنيتي وجنسيتي؟ لماذا هذه الامتيازات والمباهاة بأشخاص لا يفوقونني سوى "برطينهم " وتحكمهم في مؤسسات دولتي؟.. * قد تعجب أيها القارئ الكريم من هذه المؤشرات والتساؤلات ولكنها مؤشرات مشهودة وتساؤلات احتلت حيزاً من العقول وكانت المنغص لكل غيور ولولا فضل الله والرخاء الذي نعيشه وسعي القائد الحكيم ومحاولاته الحثيثة في تلاشيها لكانت نتائجها أبرز وأثرها على المجتمع أفظع. * إن محاربة الفساد أمنية مجتمع ينشد الاطمئنان والرضى الذي تنعم به شعوب عالم يعرف ما له وما عليه لا يعكر طمأنينته ورضاه عن وطنه حق له يسلب أو كرامة تنتهك أو مصير يتحكم به فلان أو علان بل قانون ونظام مبدأه "أد ما عليك وخذ ما لك" انها بيئة العدل التي تنشدها الشعوب والتي تتفجر فيها روح العطاء والاتقان والوطنية وحب الأوطان. * أخيراً ان محاربة الفساد وما أسس له من مؤسسات انجاز عظيم يحتاج إلى تعاون الكثير من الأيادي، فلنجعل احتفالنا بيوم تأسيس دولتنا وتأسيس مؤسساتنا المحاربة له شعاراً نرفعه "لا للفساد والمفسدين" ولنتبرأ منهم كما تبرأ الله منهم.. "الله لا يحب المفسدين" [المائدة: 64].