11 سبتمبر 2025
تسجيلربما كان هذا السؤال تقريريا بامتياز باعتبار أننا نعرف إجابته، ولكننا نخطئ حين نسرف في الاعتقاد بحتمية وقطعية إجابتنا، لأنه أيا كان الفاعل فإننا أمام مشكلة خطيرة وهي تسلل الموت والخيانة والغدر إلى رؤسائنا وقادتنا وزعمائنا، وحين نسمح بذلك فإننا الفاعلون والصانعون الحقيقيون لمثل هذا الطريق إلى الموت. لا يمكن لأحد أن يخترق الجدار الأمني لزعيم أو رئيس إلا عندما يتم اختراق المحيطين وذوي الصلة، وإذا كان العدو يدبر ويكيد ويتآمر فإنه يجد من بعضنا من يأتمر بأمره وينفذ مطلوباته، وللأسف هناك عينة رخيصة وقابلة للاختراق يمكن تهيئتها للمشاركة في مثل هذه الأفعال التي تضر الأمة بأسرها، وتؤكد أن ما حدث للرئيس عرفات يمكن أن يتحقق في مواقع أخرى لأنه دائما هناك نقاط ضعف يمكن السيطرة من خلالها على الأهداف المحيطة بالرئيس أو الزعيم. والسؤال الحقيقي.. لماذا يسهل للعدو اصطيادنا فيما لا ننجح في التعامل معه وتطوير دفاعاتنا ومقاومته حتى نتخلى عن حقوقنا؟ هو لديه قيم وقناعات يؤمن بها، وكما يبحث عن أمنه واستقراره فإنه ينجح في ذلك ويمتد نجاحه إلى تفرقتنا ودفعنا للاقتتال مع بعضنا ليصرفنا عن قيمنا وقناعاتنا، وحين نفقد ذلك فإننا نفقد القوة التي تمكننا من مواجهته. والإجابة البديهية لسؤال الموت أن إسرائيل ليست الفاعل الحقيقي وإنما ضعفنا وهواننا وبيعنا لكل غال برخيص، حتى إننا يمكن بيع قادتنا لها، لم تتسلل وحدة خاصة أو إسرائيلي إلى غرفة نوم عرفات لدس البلوتونيوم في فرشاة أسنانه أو طعامه وشرابه وإنما واحد منا تم استخدامه لهذه الغاية، فلنبحث عنه لأن إجابة إسرائيل إجابة الأغبياء، وهي لم تتوقف يوما ولن تتوقف عن الكيد والتدبير، ولا يمكن أن تلبس عملاءها طاقية الإخفاء لتنفيذ مهامها، وإنما تجد طريقا دوما عبرنا ومن خلالنا، هناك على الدوام قابلون للاختراق هم وحدهم المجرمون. ولعل مواجهة إسرائيل أسهل بكثير من مواجهة العدو بداخلنا، ذلك يقودنا إلى تشكيك مستمر في بعضنا وتخوين واتهامات بالعمالة، ولكنه ثمن لإعادتنا إلى قيمنا الأخلاقية فنحن بحاجة أيضا كما إسرائيل لأن نعيش ونبقى ونحافظ على أوطاننا من الدمار والتخريب وقادتنا من استهداف الموت والتصفية، لذلك لنترك إسرائيل ونبحث عن المجرم بيننا.