15 سبتمبر 2025

تسجيل

المنصب تكليف وليس تشريفاً

15 نوفمبر 2012

ترتسم علامة استفهام كبيرة جداً أمام مرأى عينيّ حين أرى بعض من اعتلى كرسي المسؤولية بأنه وصل لذلك المنصب بفضل ذكائه، وجهده وتميزه عن غيره، فيرى هذا المنصب وكأنه مكافأة قدمت له أو جائزة نالها لأنه هو الأجدر، وتناسى أنه وصل لهذا حتى يدير مهام أكبر، ويخدم من حوله، فالوزير مثلاً حين يصل إلى كرسي الوزارة يرى وكأنه اخترق القمر، وأصبح شخصية مرموقة يهابه الجميع، وهذا بفضل من حوله من مرتزقة منافقين يسعون لتحقيق مصالحهم فتجد منهم من يوثق كلام الوزير حتى لو كان خالياً من الصحة، ومنهم من يقوم بنقل أخبار الوزارة ويبهرها قليلاً، ويكون بذلك أقرب للوزير من غيره، فيزداد هذا الوزير رفعة وكبرياء، ويصبح من الطبقة العالية الراقية، التي لا يستطيع الإنسان العادي الوصول إليه وتتذلل أمامه جميع العقبات فيصدر قرارات مدوية في الوزارة لصالح أهله ومعارفه ويقربهم، بل ويملأ الوزارة بهم، منهم موظفون بعضهم غير مؤهل، وقد قيل في الأمثال (إن حبتك عيني ماضامك الدهر)، فالمسؤول أو الوزير أو المدير (تختلف المسميات والمعنى واحد).. أخذته نشوة الفرح بالمنصب وتناسى مهامه الرئيسية، فقد وضع في هذا المكان لعلاج أوجه السوء في تلك الدائرة، ولكن بعضهم تمسك بالكرسي، وما يصحب ذلك من مردود مالي مرتفع ومكانة اجتماعية مرموقة ومن تسهيلات في كل شيء، فتجده متشبثاً بكل هذا، ومهتماً به أكثر من اهتمامه بواجباته أمام الجمهور، وهذا قمة الفشل، بعض المسؤولين حين يعتلي كرسي المسؤولية تجده يضع خطة زمنية تفوح بالإنجازات عكس البعض الذي يضع خطة كيف يستفيد من منصبه، فهذه فرصة لا تعوض، وتناسى أن فوقه من لا تنام عينه، وكل ظلم على الأرض ظلمات يوم القيامة، فكم رد موظفاً كفؤاً، وكم قمع آخر، وكم همش غيرهم للأسف أصبحت العدالة، وقول الحق قليلين في هذا الزمن، الذي يديره المنصب والمال، ولم يعد للصادقين الشرفاء مكان فيه، وإنما اعتلى المنافق أفضل المناصب، وضاع الحق، فالبقية في حياة الشرفاء الصادقين الذين يشعرون بحرقة ضياع مصالحه حين وضعت في يد من لا يستحق. كلمة أخيرة تحية إجلال وتقدير لكل مسؤول يحمل هموم عمله ويدرك أنه مسؤول أمام الله قبل مسؤوليته أمام الناس.