12 أكتوبر 2025
تسجيلفي مدينة خليجية تم عقد قران شاب وشابة، وشرع الطرفان في الاستعداد لحفل الزفاف وتوابعه، وبما أن إبرام العقد كان يعني أنهما متزوجان شرعا، فقد قرر الزوج قبل أيام قليلة زيارة عروسه ليناقش معها بعض تفاصيل الحفل، ودخل عليها فوجدها شاحبة.. وطلقها.. نعم طلقها بعد أن شرحت له لماذا هي شاحبة؛ وفسرت العروس الساذجة الشحوب بكونها خضعت لعملية لاستئصال الزائدة الدودية، وما أن سمع العريس/الزوج بهذا الأمر حتى غادر بيت أهل العروس ثم أبلغهم بقراره بالطلاق. ليش يا ابن الناس؟ قال: العروس «ناقصة»، وأهلها لم يخبروني بذلك، بل اكتشفت ذلك مصادفة وربما لولم أقم بهذه الزيارة لأخفوا عني هذا السر الرهيب، فقالوا له إن الزائدة التهبت فجأة قبل أيام قليلة وتم نقل العروس إلى المستشفى وتقرر إزالة الزائدة فورا، ولكن العريس تمسك بوجهة نظره بأن العروس «ناقصة» وأن أهلها أخفوا عنه ذلك السر الخطير، وتدخل الحكماء وعاتبوه لأنه من المفترض أن يكون سعيدا لأن زوجته تخلصت من عضو عديم الجدوى في جهازها الهضمي، ولو لم تستأصل الزائدة في ذلك اليوم لربما عرضت حياتها للخطر لاحقا وهي في بيت الزوجية ليتعرض هو بدوره للتلتلة والبهدلة بنقلها إلى المستشفى، ولكن العريس قال: والله وجهة نظر معقولة، ولكن الزواج يعني الإنجاب.. فمن يضمن لي أن عيالي منها لن تنتقل إليهم جينات «مرض الزائدة الدودية»؟ وكلكم تعرفون يا أهل الخير أن معظم الأمراض وراثية.. شكر الله سعيكم ولكنني متمسك بالطلاق.. ما تلزمني زوجة ناقصة وممكن تنقل التهاب الزائدة الدودية لعيالنا، وأكيد سمعتم أن الجينات تكون متوارثة ولا يمكن أن أعرض عيالي لخطر تلك الدودة لو سمعت بحكاية صاحبنا هذا قبل زواجي لربما حدث واحد من أمرين: أصرف النظر عن الزواج أو أحصل على خصم بنسبة 40% من «رسوم» الزواج، فقد كانت عروسي عند الزواج «ناقصة» لوزتين والزائدة الدودية، ولكن ربنا ستر فلو طالبت بتنزيلات في المهر وتكاليف الزواج بسبب ذلك النقصان لكان أهل زوجتي قد استردوا قيمة التنزيلات أضعافا مضاعفة، فبعد الزواج خضعت زوجتي لجراحات لاستئصال المرارة وأضراس العقل الأربعة وترقيع فتق في الحجاب الحاجز، وإزالة أشياء أخرى متفرقة لا أتذكر أسماءها من بطنها، يعني زوجتي الحالية هي زوجتي الأصلية ناقصا نحو 20% من أعضاء جسمها فُقِدت قبل وبعد الزواج، ولكن وبحمد الله لا هي تطالبني ولا أنا أطالبها بتعويض مالي وحتى الآن لم أجد دليلا طبيا على أنها أورثت عيالنا التهابات الزائدة والمرارة، أما اعوجاج أضراس العقل فأغلب الظن أنهم ورثوها عني. كل ما فعله صاحبنا الخليجي هو أنه تمسك بحقه في الحصول على زوجة «كاملة العدة والعتاد»، وما فات على عبقري زمانه هذا هو أنه محظوظ لأنه حصل على عروس تخلصت من خطر محتمل يتعرض له مئات الملايين سنويا، ولم ينتبه إلى أن عروسه لن توقظه ذات ليلة باردة أو ساخنة ليذهب بها إلى المستشفى فيدخلونها غرفة العمليات لاستئصال الزائدة، وبسبب عدم الخبرة، لم يكن يعرف أن 90% من الزوجات يدخلن بيوت الزوجية وهن آخر حلاوة ولياقة وصحة؛ وبعد شهرين أو ثلاثة يكتشف كل الرجال المتزوجين المقلب عندما يتضح للواحد منهم أن زوجته كلها كلاكيع وبحاجة إلى ترقيع، ويقضي المسكين عدة أيام كل سنة في ممرات المستشفيات في انتظار خروج الزوجة من غرفة العمليات. سؤال لصاحبنا الذي طلق عروسه لكونها «ناقصة زائدة دودية»: هب أن الزواج تم وحدث حمل.. ثم أنجبت... هل كان سيطلقها لأنها ناقصة بيبي؟.. سؤال منطقي لأن البيبي كان جزءا منها وبولادته يكون جسمها «ناقصا» ذلك الجزء؟.. وهل سيأتي يوم تكون فيه كل فتاة ملزمة بتسليم ملف طبي للزوج المرتقب فيه صور أشعة ورنين مغناطيسي وتحليل البول والدم وتخطيط القلب والدماغ؟ [email protected]