15 سبتمبر 2025
تسجيل* كان الشاعر جميل صدقي الزهاوي.. في عهد الملكية في العراق عضواً بمجلس الأعيان "الشيوخ" من عام (1925-1929م) ولما انتهت عضويته في المجلس، وقد سقط بالقرعة ولم تجدد عضويته فقال يخاطب نفسه وقد ضَمَّن البيت الثاني شطراً من بيت في معلقة امرئ القيس: سقطت فلا تحزن على ما فقدتهفما أنت بين الساقطين بأوّلفكم من وزيرٍ كان قبلك قد هوى(كجلمودٍ صخرٍ حطَّهُ السّيل من عَلِ) * كما أن الزهاوي علق على نظرية داروين التي يقول فيها إن الإنسان أصله قرد قائلاً:رجعت إلى الماضي البعيد بفكرتيوقلت لقرد الغاب: يالك من قردتقلبت في الأصلاب دهراً وبعدهنسلت ابنك الإنسان نادرة الولدوقال أيضا يخاطب الإنسان:هل أنت إلاّ واحدمن القرود في النسب؟ألم تكن وأنت فيطور الجنين ذا ذنبمشابهاً جنين حيوانلو اسطاع وئب؟ * وقال أيضاً مخاطباً القرود:يا قرود الغاب، نقريك السلام،جدّنا كان لكم نعم الرفيقأخرج الصوت شبيهاً بالكلام،ترك الأدغال وارتاد الطريق.. * وذات يوم حضر أحد الكذابين المجلس الذي يجلس فيه الزهاوي وقد ادعى هذا الكذاب أنه يعلم أسرار البحار فقال فيه الزهاوي متهكماً:ومدّعٍ بحياة البحر معرفةًما حازها أحد في الأعصر الأولِفقلتُ: صف لي كيف الحوت ممتحناًفقال لي: الحوت ذو قرنين كالجمل شاعر الأسى والألم..* علي الشرقي شاعر الأسى والألم، حيث فقد أباه طفلاً وذاق مرارة، اليتم والحاجة، فلما بلغ مبلغ الرجال أراد الزواج، ففاجأه الموت بموت عروسه ليلة الزفاف فقال في ذلك:شمعة العرس، ما أجدت التأسّيأنت مشبوبة ويُطفأ عرسيأنت مثلي مشعولة القلب، لكنمن سناك المشؤوم ظلمة نفسييا رعى الله للزفاف شموعاًيتهافتن حول نعش ورمس * لا عجب بعد ذلك أن نرى الشاعر علي الشرقي يخاطب البلبل في القفص ويناجيه قائلاً:أيّها البلبل المعلّق في السجنسلام، وهكذا لي روحإن تكن ذكرياتك الورد والأطيارتشدو فذكرياتي جروحكلَّ يوم يلوح فجر لعينيكفهلاّ يوماً لعيني يلوح؟ * يلتقي وبلبله الحبيب في قفص السجن، كما يقول:التقى الشاعران في قفص السّجنفلم يعبآ بحبس وضيقيرسلان الألحان للملأ الخابطتيهآ في عالم مصعوقفكأنّ الأسير غير أسيروكأن الطليق غير طليقوسلامتكم...