بفضل الله حياتنا مستدامة "4 — 4"

وجولتي الرابعة والأخيرة ستكون عن عملية التزاوج والتكاثر، فلكل كائن حي دورة حياة تبدأ من ولادته حتى وفاته، ويجب ان يتبعها التكاثر.. وتعريفه: هو عملية تقوم من خلالها الكائنات الحية بإنتاج أفراد مشابهة لها. وتتكاثر أنواع المخلوقات الحية كافة بدءًا من البكتيريا البالغة الصغر حتى أكبر أنواع النباتات والحيوانات، فبدون التكاثر، تنقرض أشكال الحياة كافة، ولكن رحمة الله ربنا ان أوضح بالآيات الكريمة انّ التناسل وبقاء النوع البشري يتحقّق عن طريق الزواج وعملية الولادة، في أصل خلق الإنسان، أي أنّ الإنسان مخلوق بنحو يحفظ ذريته عبر المقاربة الجنسية مع زوجه، والتعبير القرآني وضح هذا المجال، فأشير هنا إلى مجموعه من الآيات توضح ذلك:1 - تدل الآيات على أنّ زوج الإنسان قد جُعل من جنسه، وهذا تدبير إلهي تكويني لحفظ نوع الإنسان، ولعل أوضح آية (سورة النساء ):"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْس وَاحِدَة وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالاْرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا".2 — ودعاء سيدنا زكريا المبين في القرآن الكريم بقول الله عز وجل "هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ" (38) سورة (آل عمران) وقوله تعالى: "وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا " (5) سورة (مريم).فهذا دعاء نبي الله زكريا؛ قال تعالى: "وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ" (90) سورة (الأنبياء).3 — قال تعالى: — "لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ" (الشورى 49 - 50)اذاً بعد هذه الآيات المباركات يجب على الجميع الرضا بما قسمه الله عز وجلفهو وحده العليم الخبير واحمد الله عز وجل لأنه اعلم واخبر منك فيما ينفعك او يضرك، قد يكون هو خيراً لك وانت لا تعلم وقد يكون من ذريتك مهرب او مجرم او فاسق او قد يكون سببا في شقائك وانت لا تعلم والله عز وجل اعلم واخبر من خلقه اجمعين.4 — في سورة نوح ورد فضل الاستغفار قال الله تعالى "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا" (نوح 10 — 12)أخيرا: حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة" أخرجه البيهقي عن سعيد بن أبي هلال في سننه وقد بين أن يكون التباهي بالعدد، والدليل الأمة الإسلامية اليوم يزيد تعدادها على مليار و300 مليون مسلم، ثلث سكان الأرض،