11 سبتمبر 2025

تسجيل

الصيف العربى الحارق: ربنا يكضّب الشينة!

15 أكتوبر 2014

جوهر هذا المخطط يتركز حول فكرة تذويب أي قوة عربية مجاورة لإسرائيل في المديين المتوسط والبعيد. ويتم تنفيذه على تمهل مدروس. وتستغل فيه بعض الكيانات الشعبية العربية المشحونة بطموحات اكبر من طاقاتها الذاتية المادية والفكرية سواء أكانت هذه الطموحات طموحات تفرد قومي أو طائفي أو ثقافي مشمول بغبائن تاريخية وعرقية وثقافية واجتماعية تجعلها تقع بسهولة في براثن هذا المخطط الذي يشحنها بالآمال الكاذبة ويمنيها بالنصرة والدعم ويغذي اندفاعها الموجه من وراء ستار كثيف لا تتبين معه إنها تقوم بدور المغفل النافع والمفيد لهذا المخطط الإجرامي المدمر دون أن تعلم. البداية تكون في البحث عن الكيانات التي تعتقد أنها تمثل المجموعات ذات الغبائن الطائفية، والقومية والثقافية والاجتماعية وهى غالبا ما تكون كيانات أقليات هشة التكوين والمحتوى المعرفي ومشحونة على الآخر بتطلعات اكبر من طاقاتها الذاتية، ولا سبيل أمامها لتحقيق أي من هذه التطلعات إلا بالارتكاز على قوى خارجية اقدر منها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. ويمكن الاعتماد عليها في توفير الإسناد والدعم المطلوب في كل الضروب المتقدم ذكرها في منحى سرى وحذر. ويعتمد المخطط أسلوب الشحن النفسي العنيف لهذه المجموعات والكيانات التي اختيرت لتكون حقل وأدوات تجريب مرحلي. ويكون أسلوب تضخيم مظالم هذه الأقليات هو الأسلوب الأنجح للحصول على الانجذاب السريع نحو مركز هذا المخطط الخفي. الغبائن الطائفية والثقافية والاجتماعية هي أكثر مدعاة لتوفير المواعين الحاضنة لجرثومة هذا المخطط. بينما تمثل الشكوى من الفقر الحاضنة التي هي في متناول الجميع. فالفقر السائب لا حدود له. وردود الفعل ضده لا حدود لها كذلك لاسيَّما وسط الجماعات التي تشعر أن فقرها مصنوع بفعل فاعل وليس لقلة حيلتها العلمية والثقافية والاجتماعية. العمل وسط الجماعات والكيانات المتطرفة دينيا التي تعتقد أن عليها واجب ديني لتغيير محيطها الذي تعيش فيه كمرحلة أولى قبل الصعود نحو الهم الكبير الذي هو هم تغيير العالم القائم من حولها بالقوة المادية أن لم تنفع القوة الناعمة في أحداث التغيير المنشود هو أسهل أنواع العمل والأكثر إتيانا بالنتائج المطلوبة وفي اقصر الأوقات. هذه الجماعات المتطرفة تعتقد أنها تمتلك كل المؤهلات الضرورية لتنفيذ مشروعها الحضاري الذي يعشعش في مخيلتها متى وجدت الداعمين الذين لا يبخلون عليها بشيء. ولا تجهد نفسها كثيرا وراء البحث عن الخيوط غير المرئية. الاستعداد الفطري للاستجابة السريعة تكاد تشترك فيها كل الكيانات المتقدم ذكرها. هذه الكيانات والجماعات هي كيانات عذرية تصدق أن جهة ما يمكن أن تقدم دعمها غير المحدود كعمل إنساني خيري لوجه الله الواحد الديان. ولا تجهد نفسها كثيرا في البحث خلف الحجب الكثيفة مما يجعلها كيانات سهلة التطويع لكي تقوم بدور المغفل النافع وهي تحسب أنها تحقق أمجادا تاريخية ودينية وتاريخية لنفسها ولا جيالها القادمة. مثل هذه الكيانات السهلة القياد يمكن أن تكون أسلحة تدمير شامل في يد عدو ماكر يملك كل القدرات لتدوير هذه الكيانات المسطحة. هل يتوجب على أجهزة الرصد الاستراتيجي العربية أن تعيد النظر في دراساتها وتقييماتها لظاهرة داعش والنصرة والحوثيين. والإمكانات المدهشة التي فاجأت بها مؤيديها قبل خصومها. تذويب القوة العربية والإسلامية المجاورة للكيان الصهيوني بدأ بترتيب وإخراج حروب صدام حسين ضد إيران والكويت ثم حل الجيش العراقي. وها هي داعش تشرح أكثر بالواضح. هل صرنا على مشارف الصيف العربي الحارق. نحن في السودان ندعو ونقول ربنا يكضّب الشينة. ونقول الآن: آمين.