15 سبتمبر 2025
تسجيلكلما أهل علينا هلال شهر المحرم نتذكر ذكرى غالية على قلب كل مسلم ألا وهي هجرة الحق وأهله عن أهل الكفر والظلم والطغيان، هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه إلى يثرب، التي استنارت بقدومه الشريف صلى الله عليه وسلم فأصبحت المدينة "المنورة". إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هاجر من بيئة الكفر والظلمات إلى بيئة النور والإيمان، كذلك عليك أن تهاجر من بيئة الأفكار السلبية التى حبست نفسك بداخلها بإرادتك إلى بيئة الأفكار الإيجابية النافعة. هاجر من فكر قديم إلى فكر جديد، من المعاصي إلى الطاعات، لا تنظر إلى الناس أنهم على خطأ وأنت على صواب، غير وجهتك ...غير فكرك ... كن مرنا في تفكيرك وتعاملك مع الآخرين، هاجر من الحالة التى أنت عليها من فكر مظلم إلى فكر مستنير يواكب لغة العصر الحديث ُتسعد به نفسك، وأهلك ومجتمعك وترضى به رسولك وربك. هاجر من الحالة التي أنت عليها من النقد اللاذع لإخوانك المسلمين من حولك واستبدلها بالنصيحة كما قال صلى الله عليه وآله وسلم:"الدين النصيحة ". هاجر من حالة الكراهية والبغضاء وسوء الظن، والتي ملأت بها قلبك وعقلك ولم تستفد شيئا من ورائها سوى انشغال الذهن بما لا ينفعك، واستبدلها بالحب فمن يكره يخسر كثيرا في حياته، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه"(رواه مسلم). إن عدم هجرتك من الحالة التي أنت عليها من سوء الظن بالآخرين، والنقد السلبي، والكراهية والحسد، والمعاصي، فأنت هنا تحفر قبرك بيديك، تمنع عن نفسك الخير، تطمس على الكنوز التى بداخلك، فكلما أكثرت من هذه الافكار فأنت تحرم نفسك من الرؤى الجميلة التى تسعدك، وتحرم نفسك من الأفكار العظيمة، التي تأتي إليك عبر الكنوز التي بداخلك. فإذا هاجرت من بيئة أفكارك السلبية فسوف تُخرِج ما بداخلك من كنوز خيرة تعينك بأفكار إيجابية تسعد بها في حياتك. إن هجرتك من بيئة أفكارك السلبية تزيد من نقاط النور في شخصيتك وتضعف نقاط الظلمات فتنمو الشخصية النورانية التي بداخلك وتضعف الشخصية الظلمانية فيكون لك نوراً من نور الله، ترى به كل شيء كما قال صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله ". إن هجرتك من بيئة أفكارك السلبية تجعلك لا تحرم نفسك من عطاء الله الذي لا ينفد وهنا ترتاح من كل هم وغم وكرب وانشغال بالرزق وهذا ما يريده كل منا، قال تعالى: (ما عندكم ينفد وما عند الله باق) (النحل:96). حتى لا تحرم نفسك من العطاء الإلهي انظر إلى فكرك ودقق النظر فيه فإذا وجدت فيه نقاط مظلمة، فهاجر منها الى النور، إلى رحمة الله، إلى رحاب الله وعطائه الذى لا ينفذ، وكل عام وأنتم بخير.