عظمة البلدان ليست بسعة مساحتها

دخل أعرابي إلى مكتبة عامرة بالكتب، فقال لصاحب المكتبة: إني أعلم كل ما في هذه الكتب. فتعجب صاحب المكتبة من قوله، وقال له: إنني لم أرك إلا تلك الساعة، فمن أين عرفت كل ما في هذه الكتب، فقال الأعرابي: كل هذه الكتب تقول: أيها الإنسان كن خيرا. هذه الخيرية هي التي نريدها للجميع، وهذه الخيرية تبدأ بالأخلاق الفاضلة والمعاملة الحسنة. يقول ج.هوز.:» الأخلاق قوة ونفوذ وهي تكسب أصدقاء، وتوجد رأس مال، وتجلب حماية ومعاضدة، وتفتح طريقا سهلا إلى الثروة والشرف والسعادة». جاء في كتاب سبيلك إلي الشهرة والنجاح: سأل لويس الرابع عشر وزيره كولبرت كيف لا يمكنه وهو متسلط على مملكة عظيمة كثيرة السكان كفرنسا أن يقهر مملكة صغيرة كهولندا؟ فقال الوزير: يا مولاي إن عظمة بلد من البلدان لا تقوم بسعة مساحته، بل بأخلاق سكانه» وإن أخلاق الرجال العظام في أمة هي مهر تلك الأمة، فمعاشرة الصالح إنما تكسب صلاحاً، ومعاشرة الخبيث تكسب شراً. ولا ترتقي أمة ولا يرتفع شأنها إلا بالأخلاق، فلا استقرار ولا ارتفاع ولا ازدهار بدون الأخلاق، لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: « من سعادة المرء حسن الخلق، ومن شقاوته سوء الخلق» فالأخلاق تبرمج العقل على التفكير الإيجابي الذي ينفع به المواطن نفسه ووطنه لذلك لا فكر رشيد إلا بخلق متين. وجاء في الحكمة: إن القائد الذي يضع الأخلاق نصب عينيه لشعبه لهو القائد الحكيم. لذلك تظل قطر بلداً آمناً مستقراً بفضل قائدها الحكيم سمو الأميرالشيخ تميم الذي جعل الأخلاق نصب عينيه لشعبه ووطنه، لكن نلاحظ أنه جعل بيتا من الشعر لمؤسس قطر عنواناً لحكمه، كما وضعته الجهات المسؤولة بجانب صورة سموه: وعاملت أنا بالصدق والنصح والنقا. فالأخلاق صمام أمان للتنمية القطرية، وصمام أمان للحفاظ على الشعب القطري من الفرقة والاختلاف التي شب لهيبها بين المجتمعات الأخرى. وفي ظل الانقسامات التي تشهدها دول العالم في مناطق شتى تظل قطر الأخلاق بلداً آمناً مستقراً. الأخلاق هي الحب المتبادل بين قائد البلاد وشعبه، لذلك عمد سموالشيخ تميم أمير دولة قطر إلى غرس قيمة الأخلاق في أبناء شعبه من أجلهم، ومن أجل الحفاظ عليهم فجاءت كلماته معبرة بقوله: عُرِف القطريون منذ قديم الزمان بحسن أخلاقهم وكرمهم وتواضعهم، وإقلالهم الكلام وإكثار العمل».