12 سبتمبر 2025

تسجيل

"بروفة" إسرائيلية لهدم الأقصى

15 سبتمبر 2015

الهجوم الوحشي على المسجد الأقصى المبارك واقتحامه من قبل قوات الاحتلال والمتدينين اليهود، يعد تصعيدا كبيرا يماثل ما حدث في الحادي والعشرين من أغسطس عام 1969 عندما قام متطرف ينتمي لإحدى الجماعات اليهودية المتشددة والمتعصبة بإحراق المسجد الأقصى المبارك، وما يحدث اليوم يستدعي إلى الذاكرة هذا الفعل البشع تجاه ثالث مساجد المسلمين من حيث الأهمية، فالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.هذا الاعتداء على المسجد الأقصى يتزامن مع الذكرى 48 لإحراقه والذكرى الثانية والعشرين لتوقيع اتفاقية أوسلو، التي جعلت القدس من قضايا "الوضع النهائي"، مما تركها نهبا للاحتلال والتهويد من قبل السلطات الإسرائيلية التي تسارع الزمن لطمس هويتها بالكامل.الصور التي تنقلها مواقع التواصل على الإنترنت وبعض محطات التلفزيون تكشف الوجه البشع للاحتلال الإسرائيلي والتهويد اليهودي والمخططات الصهيونية، بداية من اقتحام جحافل جيش الاحتلال للمسجد الأقصى وباحاته وتخريبه وحرق السجاد وإطلاق الرصاص وقنابل الغاز على المرابطين للدفاع عن المسجد الأقصى، ومحاولات حرقه وارتفاع سحب الدخان السوداء، وذلك تمهيدا لإقامة "الهيكل المزعوم" مكان المسجد الأقصى المبارك، وبالتالي فإن ما يجري اليوم يعد "بروفة" أو تجربة عملية ميدانية لجس النبض وقياس المدى الذي ستصل إليه ردود الفعل، والتي ثبت أنها ردود فعل ضعيفة بل ميتة.من غير المعقول ترك مهمة الدفاع عن المسجد الأقصى لثلة من المقدسيين من المرابطين والمرابطات، وحتى أهل القدس وحدهم، ليقاتلوا دفاعا عن المسجد نيابة عن 1.5 مليار مسلم و400 مليون عربي و12 مليون فلسطيني، بالمسجد الأقصى عنوان كرامة الأمة كلها من إندونيسيا إلى المغرب، وعنوان الهوية لكل مسلم وعربي في العالم، ولذلك فإن الصمت العربي والإسلامي موقف "مخز" ومشين، ويعبر عن حالة الهوان الذي وصلت إليه الأمة كلها.الكيان الإسرائيلي يريد أن يفرض الأمر الواقع في القدس وفلسطين، ويريد أن يكرس هيمنته الدائمة على "العاصمة الموحدة لإسرائيل"، وأن له الكلمة العليا، وأنه صاحب الكلمة الأخيرة فيما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية، وأنه الوحيد الذي يملك القرار هناك، وأنها هي التي تسمح وتمنع، ولهذا وفرت الحماية العسكرية لأكثر من 1150 يهوديا صهيونيا متطرفا لتدنيس المسجد الأقصى، وهو عدد قياسي مقارنة مع الانتهاكات والاعتداءات السابقة.لقد تعرض المسجد الأقصى لأكثر من 500 اعتداء خلال العام الحالي منها 140 اقتحاما، عاث خلالها جنود الاحتلال الإسرائيلي والمتطرفون اليهود فسادا وتخريبا في المسجد الأقصى وساحاته ومرافقه، والهدف هو الاستيلاء على المسجد الأقصى تمهيدا لهدمه.يكرس الاحتلال الإسرائيلي التقسيم الزمني للمسجد الأقصى، ويعطي اليهود حقا زائفا فيه وهي مرحلة تسبق المرحلة الثانية التي تتضمن التقسيم الجغرافي للأقصى ومن ثم الاستيلاء عليه بشكل كامل وتحويله إلى معبد يهودي يقام فيه الهيكل المزعوم، أو يكون هو نفسه الهيكل "أي المعبد" المختلق.الكيان الإسرائيلي مجرد كيان مصطنع زائف يقوم على تزييف التاريخ وصناعة الأساطير والأوهام، لأنه مبني على الأساطير المختلقة لصناعة تاريخ مختلق وزائف.الكيان الإسرائيلي يلعب بالنار التي ستحرقه وستحرق حلفاءه في المنطقة، وستحرق أيضا الصامتين عليه، فصمت الشعوب العربية والإسلامية لا يعني أنه هذه الأمة ميتة، على الرغم من إثخانها بالجراح، وكما انفجرت الانتفاضة الثانية التي اندلعت بسبب اقتحام الإرهابي أرييل شارون للمسجد الأقصى في سبتمبر أيلول 2000 فإن هذه الأمة يمكن أن تبعث من جديد لمواجهة المحتل اليهودي الصهيوني الذي يعمل على إذلال كل الأمة."إسرائيل" دولة مزيفة وهي كيان مصطنع، على أرض فلسطين المحتلة، وهو كيان لا مستقبل له لأن الأرض العربية ترفضه، ومهما حاول فإنه إلى زوال لا محالة بإذن الله.