29 أكتوبر 2025

تسجيل

أين يقف التحالف الدولي أمام جرائم النظام السوري؟

15 سبتمبر 2014

بسرعة البرق وبخطوات سياسية وعسكرية سريعة تم بناء تحالف دولي وإقليمي واسع لمواجهة جرائم عصابة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والعمل على إبادتها بالكامل وفقا لرؤية الرئيس الأمريكي أوباما الذي أعلن إستراتيجية إدارته في هذا المجال، والغريب أن التحالف لم يشر صراحة للموقف النهائي والحاسم من النظام الإرهابي المجرم القائم في دمشق والذي عمل حثيثا على نشر الإرهاب في المنطقة وكان عاملا مباشرا من عوامل نشوء (داعش) وغيره من التنظيمات الإرهابية التي شوهت معالم ووجه الثورة الشعبية السورية النقي والتي انطلقت قبل ما يقارب الأعوام الأربعة وبتضحيات بشرية عالية وبمواجهة آلة إرهاب وإجرام سلطوي استخباري محض لجأ لمختلف الوسائل لإجهاض الثورة وإبادة الثوار، وقطع كل المراحل والأشواط في ممارسة الجريمة المنظمة بل والذهاب بعيدا في عمليات إبادة بشرية شاملة للشعب السوري وبمساندة حلفائه الدوليين والإقليميين وفي طليعتهم الميليشيات الطائفية القادمة من لبنان والعراق والمدعومة إيرانيا والتي ويا لسخرية الأقدار ومهزلة السياسة تقاتل اليوم تحت الرعاية والحماية الجوية الأمريكية والأطلسية جماعة (داعش)!! فيما كانت بالأمس القريب تحمل الرايات الطائفية تحت قيادة جيش الطاغية بشار أسد، وتدافع عنه وتقدم القرابين البشرية من أجل الحفاظ على النظام السوري، ثم الأهم من كل شيء هل أن الغرب وهو يحشد لإبادة داعش قد تناسى حكاية فتح الأجواء العراقية بالكامل لطائرات شحن الحرس الثوري الإيراني وهي ترسل مساعداتها القاتلة لضرب الثورة السورية ودعم النظام الإرهابي، خصوصا أن تحويل ملكية وإدارة وزارة النقل من جماعة فيلق بدر الإيراني (هادي العامري) لجماعة المجلس الأعلى الإيراني (صولاغ زاده) يعني في الأساس استمرار الهيمنة الإيرانية على ذلك المرفق الحيوي واللوجستي المهم في دعم النظام السوري؟ ولا أدري بعد ذلك كيف تتم إدارة المعركة من الجانب العراقي فيما الضربات الموجهة لداعش ستتركز في العراق، بينما القاعدة الحقيقية لداعش هي في الأراضي السورية، وحيث يبدو أن الغرب وضمن إطار المماحكة مع الجانب الروسي في ملف الصراع الأوكراني سيتحاشى ضرب داعش في الأراضي السورية، وبما يعني بأن خطر التسلل الإرهابي لم يزل قائما وهو ملف يتلاعب النظام السوري وحلفائه بمفرداته ويحركه وفقا للضرورات التكتيكية، والنظام السوري اليوم قد وصل لمرحلة الجنون في استعمال القوة المفرطة وفي ضرب المدن السورية وإيقاع الخسائر بالمدنيين في محاولة لفرض وقائع ميدانية جديدة وضمن إطار محاولات تصفية الثورة والإجهاز على قياداتها الميدانية كما حصل في حادث استشهاد قيادة (أحرار الشام) الإسلامية وفي التركيز على تدمير حواضن الثورة في مدن وبلدات ريف دمشق وممارسة الإبادة البشرية أمام أنظار العالم الذي يحتشد ضد (داعش) بينما يترك من خلق (داعش) وأمدها بأسباب الحياة وحركها وأدار عملياتها لضرب وتشويه الثورة السورية وإظهارها بمظهر الإرهابي الدولي، والطريف والمثير للسخرية أن المستشارة الرئاسية السورية (بثينة شعبان) دعت لأن يكون النظام السوري جزءا من التحالف الدولي لإنهاء داعش، (يقتل القتيل ويمشي بجنازته). إن وقائع الصراع الإقليمي الساخن تؤكد بأنه لا اجتثاث حقيقيا للإرهاب دون معالجة واجتثاث جذوره ومسبباته وحواضنه وأهمها تلك الأنظمة الإرهابية القمعية التي تبيد شعوبها وفي طليعتها النظام السوري الذي مد له الغرب وحلف الناتو حبال الصبر لقتل أكبر عدد ممكن من السوريين وتركوه لأربعة أعوام عجاف يمارس الإرهاب الأسود ضد شعبه.. فهل سيحول التحالف الدولي دفة الحسم والصراع نحو وجهته الصحيحة؟ أم أن الأجندات الغربية الغامضة ما زالت بحاجة للنظام السوري في صياغة سيناريوهات المستقبل؟ أين موقف التحالف الدولي من جرائم النظام التي أخزت مواقف الدول الكواسر؟