30 أكتوبر 2025
تسجيللكل فعل رد فعل، كلام صحيح ولكن عندما تكون ردة الفعل هى التى جعلت للفعل قيمة ماذا نقول؟؟ ان ما يحدث هذه الأيام من ردة فعل على ما يسمى بالفيلم المسئ للرسول صلى الله عليه وسلم ماهو الا اساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، لا ثأر له * ان رسولنا الكريم أكبر وأقدر وأعظم من هذا كله أعظم برسالته الى الانسانية أعظم باخلاقه وبمعجزاته التى حباه الله تعالى بها، عندما يصفه الله عز وجل فى كتابه الكريم بقوله انك لعلى خلق عظيم، هذا تأكيد من الله تعالى أن الأخلاق هى أهم ما يميز رسولنا الكريم وبالتالى فان كل من يتخلى عن الأخلاق لأى سبب كان فهو ليس على سنة رسولنا الكريم، * الذى نراه اليوم أن سفيرا يقتل وهو مستأمن فى بلاد المسلمين!!! أهذه اخلاق المسلمين؟!!! ان القتل محرم شرعا فى الاسلام فبدلا من القتل والتخريب والتدمير علينا أن ننقل أخلاق الرسول أن نعرف الغرب بدين الاسلام دين التسامح والمحبة والاخاء * ان أخلاق رسولنا الكريم تؤمرنا بالاصلاح والتسامح والعدل والمحبة والعمل، تدعو الى السلام النفسى مع كل البشر فعندما يلخص رسولنا الكريم رسالته بقوله صلى الله عليه وسلم (انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) هذه اذن رسالته صلى الله عليه وسلم مكارم الاخلاق، * انظروا معى الى المسلمين فى بريطانيا ماذا فعلوا بدل الاحتجاج أمام السفارات الأمريكية والقتل والتخريب قاموا بتوزيع نسخ مترجمة من القرآن ليعلموا غير المسلمين بمنهج الاسلام ونبيه. * أنا لا انكر الغضب لرسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام، فان لم نغضب لرسولنا ومعلمنا وشفيعنا فلمن اذا نغضب؟؟؟ لكن اريد الغضب البناء الغضب الذى يعود على الأمة الاسلامية بالخير لا أن تكون زوبعة فى فنجان ثم ينتهى الأمر كما لم يحدث شئ. * نريد ان نخبر العالم أجمع بالاسلام الصحيح وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فالوفاء للاسلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يكون بالمشاركة وبتوضيح صورة الاسلام السمحة للبشرية وليس بحصار السفارات والقتل والعنف للرد على من أساءوا للاسلام، يجب أن يكون بما يليق بحضارتنا وكريم أخلاقنا فتعريف العالم بسيرة النبى محمد — صلى الله عليه وسلم — وعدالة الاسلام، وتعليم البشرية مكارم الأخلاق يكون عبر كافة الوسائل المتاحة بما فيها تأليف الكتب وترجمتها والأفلام والندوات فى الفضائيات وشبكة الانترنت والاذاعات، وكل ما من شأنه ايضاح سماحة الاسلام لا أن يكون كل أفعالنا للرسول صلى الله عليه وسلم مجرد انفعالات خالية من أى أفعال بناءة تعود على الاسلام بنفع وخير وفائدة، * فهذا هو ما يؤمرنا به رسولنا الكريم وقول الله تعالى لا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فهذا أمر من الله تعالى بحسن المعاملة وهذا ما كان يفعله رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام فمن سيرته صلى الله عليه وسلم انه كان له جار يهودى مؤذ، حيث كان يأتى كل يوم بقمامته ويضعها أمام بيت محمد صلى الله عليه وسلم، والرسول الكريم يعامله برحمة ورفق ولا يقابل اساءته بالاساءة، بل كان يأخذ القمامة ويرميها بعيدا عن بيته دون أن يخاصم اليهودي، وفى يوم من الأيام انقطعت أذية الجار اليهودى للنبي، فلم يعد اليهودى يرمى القمامة أمام بيته، فقال عليه السلام لعلّ جارنا اليهودى مريض فلابد أن نزوره ونواسيه، فذهب اليه فى بيته يزوره فوجده مريضا كما ظنّ، فلاطفه بالكلام وأطمأنّ على حاله. انّه نبل الأخلاق وسموّ النفس بل انها عظمة العظماء. اندهش اليهودى من زيارة محمد صلى الله عليه وسلم الذى جاء يواسيه فى مرضه ولطالما كان هو يؤذيه عندما كان صحيحا معافى، فعلم أنّه رسول الحق ولم يملك الاّ أن يؤمن برسالة محمد ويدخل فى دين الاسلام فقال: أشهد أن لا اله الا الله وأنّ محمدا رسول الله. * هذه هى الأخلاق التى يدعونا اليها نبينا الكريم عليه السلام وهو أن نبين للعالم أن الاسلام دين القيم والمبادئ أن نجعل أخلاقنا وتصرفاتنا تتحدث عنا، أن نعمل ونتقدم، أن نجعل البناء والتعمير واعلاء الحق هو هدفنا، أن نعكس الصورة المشرقة للاسلام ونظهره على كل أفعالنا وأقوالنا لا أن نكون كالأنعام بل أضل سبيلا، عندما يكون خلق نبينا صلى الله عليه وسلم القرآن فيجب أن نكون كذلك وأن يكون خلقنا القرآن لقوله تعالى (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا) صدق الله العظيم * ان الصحابة رضوان الله عليهم فهموا حقيقة الاسلام فلم يتأخروا فى رفعة شأن الاسلام واعلاء رايته ولم يكونوا أهل أقوال بل كانوا أصحاب مواقف خاضوا الحروب وضحوا بكل غال ونفيس من أجل نشر الاسلام واعلاء رايته عالية خفاقة لم يتخلوا عن أخلاقهم لأنهم كانوا أصحاب رسالة فلذلك خلدهم التاريخ واستحقوا أن يكونوا من أصحاب الجنة فهم عرفوا جوهر الاسلام ورسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الأخلاق، فلنتأثر بهم ونجعل من غضبنا مكسبا لنا لا خسارة، ونجعل من غضبنا نصرة لدين الحق واعلاء لقيمة المسلم ولا ننساق وراء أهداف حقيرة لا نعلم منتهاها من شخص لا يعرفه أحد مخرج الفيلم سام باسيل الاسرائيلى الامريكى فهذه هى لعبتهم الدنيئة بان يفعلوا شيئا لا قيمة له ويشغلوا به المسلمين عن أهدافهم الحقيقية من وراء ذلك، يجب أن نكون نحن أكثر وعيا وثقافة وأن نعمل ونتعلم فهذان هما السلاحان اللذان يجب أن نتسلح بهما وبالطبع أهم سلاح وهو سلاح الأخلاق، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد وسلامتكم.