11 سبتمبر 2025

تسجيل

جرائم الصهاينة تستمر بلا رحمة

15 أغسطس 2015

حادثة استشهاد الطفل الفلسطيني علي دوابشة بتلك الطريقة المأساوية تعزز الفكرة الأساسية عن وحشية المستوطنين والروح الإرهابية التي تتملكهم وغياب الأبعاد الإنسانية من شخصيتهم وعقلهم، ودعم الدولة اليهودية لهم وتغطيتها على جرائمهم التي يبدو من الصعب السيطرة عليها بأي قانون في دولة الكيان الصهيوني. تلك الواقعة تكشف بكل تأكيد مدى عدائية الشخصية الإسرائيلية وميلها إلى الفعل الإجرامي كأساس إنساني تتركب منه تلك الشخصية، فلا يتصور أن يقدم عاقل على قتل طفل بريء والأسوأ بمثل تلك الوحشية، وذلك أمر غير عقلاني ولا يتفق مع أي مقاييس إنسانية، ويمكن أن يضاف إلى ذلك كثير من الجرائم الصهيونية الوحشية على مر تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. هناك كثير من الأطفال الذين حصلوا على نهايات مأساوية على يد العصابات الصهيونية والمستوطنين ولم يجدوا عقابا رادعا، لأن ذلك من أصل وطبيعة الإسرائيليين الذين يتمتعون بغطاء قانوني وديني زائغ لا ينسجم مع مبادئ حقوق الإنسان المنصوص عليها في المجتمع الدولي. فأولئك المجرمون الذين حرقوا البيت بمن فيه لم يفكروا إن كان فيه أطفال يجب إبعادهم عن هذا الخطر أم لا، وإنما تساوى عندهم كل الموجودين المحتملين في البيت كأهداف مشروعة لإجرامهم، وكما فعلت آلة القتل الإسرائيلية من قبل في حروب عبثية على قطاع غزة وارتكبت مجازر مهولة دون عقاب من أحد، فإن لجميع الإسرائيليين تبعا لذلك الحق في قتل من يشاءون من الفلسطينيين. سلسلة الجرائم الإسرائيلية بحق الطفولة الفلسطينية لم تتوقف ولن تتوقف، ولعل الطفل الدرّة أصبح أيقونة فلسطينية وعربية وهو يموت برصاص الانتقام والجنون الصهيوني حتى وهو يحتمي من ذلك الرصاص الذي يتطاير فوق رأسه ووالده يحاول جاهدا حمايته دون جدوى، لكن وحشية الإسرائيليين أبت إلا أن تصرعه على مرأى من كاميرات التلفزة العالمية. لا حدود في الحقيقة للإجرام الإسرائيلي، وحرق وقتل الطفل الشهيد دوابشة حلقة من حلقات القتل المستمر للفلسطينيين واختبار إضافي لهوان وعجز المجتمع الدولي عن حماية الأبرياء والاكتفاء بالإدانة والشجب والاستنكار وتناسي الحادثة لاحقا، حتى يفيق العالم على مأساة أخرى تجد ذات رد الفعل الرخيص بالإدانة دون جهد فاعل لإيقاف هذه الانتهاكات التي تتضرر منها الإنسانية ومبادئها وقيمها بما يجعل العالم غابة متوحشة يأكل القوي فيها الضعيف بلا رحمة.