11 سبتمبر 2025

تسجيل

حان وقت السفر

15 أغسطس 2013

الكثيرون يتجهزون في هذه الأيام لرحلات متفرقة لأوروبا أو لشرق آسيا وغيرها من الأماكن الغربية مبتعدين عن الدول العربية لما بها من أحداث، أو خوفا من إندلاع أحداث جديدة. والبعض للأسف قد سافر من أواخر رمضان لبلاد الغرب تاركا أفضل ليالي رمضان وصلاة العيد ومعايدة أهله من أجل سفرة! ولا بأس في الأمر إن مثل الأنسان دينه وتحلى بأخلاق الأسلام في سفره، وتخرج السيدات قبل السفر لتجهيز احتياجات السفر ولباسه، وكلمة لباسه هذه تقع موقعا مؤلما حقا حيث تتغير تغيرا لا نعرف سببه، فيسقط النقاب وتسقط العباءة وقد يسقط الحجاب، لماذا؟ لأنهم في سفر، ودولة غربية، والغربيين غاضين البصر!! لماذا ننسلخ من هويتنا الإسلامية في سفرنا، وإن رجعنا طالبنا بالحفاظ والستر وبالعادات والتقاليد؟ بل إن البعض يستنكر ويتكلم في غيره، ورفضه لحال الأجانب في البلد ولا ينظر لنفسه ولأهله أثناء سفره؟ هل الغرب سيحترمنا إن تخلينا عن هويتنا الإسلامية؟ من قال إن الحجاب هو غطاء الرأس فقط وما تحته لا يهم فلنلبس ما نلبس؟ كيف لنا أن نجيب إن سألونا لماذا تنسلخ المرأة العربية المسلمة من لباسها؟ وحقيقة أن اللباس الشرعي للمرأة المسلمة هو ما يميزها عن غير المسلمات، بل يبرزها في المكان الذي تكون فيه وتعرف المسلمة بزيها الشرعي، بل إنها والله ملكة بحشمتها، لكن الخلل الذي يحدث أن نرى نساء مسلمات عربيات وخليجيات بلباس غير إسلامي مع الحفاظ على الحجاب أو نصفه على الرأس وقد يسقط ليعلق على الأكتاف، وفيهن من المتصدقات والمحافظات على الصلوات وغيره من أعمال الطاعات، بل إن فيهن من تستنكر ما تلبسه الأخريات في بلادنا، وتأتي للسفر فيتغير كل شيء... طيب ليش؟ أنت تمثلين دينك وبلدك بلبسك وحسن خلقك فلماذا تتركين اللبس المحتشم جانبا؟ وإن كانت عباءة البعض تحتاج لعباءة تسترها في هذه الأيام إلا أنها أفضل من لبس البنطلون الذي يتحجج به البعض أنه "أسهل في الحركة وأن الغرب ما يشوفون" (لا والله... ما عندهم عيون هالغربيين!) للأسف أصبح الأمر عادي جدا لدى البعض بل أصبحت بعض السيدات تشجع الأخريات على عدم التستر وأن لبس العباءة سوف يعيقها من المشي، ولبس النقاب ماله داعي، ومن غير الطبيعي عند الخروج أن لا تضع المرأة بعض المساحيق الخفيفة وتستشور ما يظهر من الحجاب من شعر فتبدي زينتها لغير محارمها، وأصبح من ينصح في هذا الأمر متخلف (والتخلف أفضل لمن يحافظ على دينه وعفته وكرامته). وإنسلاخنا من لباسنا الإسلامي هو عار على كل مسلمة عاقلة، وعار على صاحب الشنبات أن يقبل على أهله ذلك. وبعض الرجال تجده يلبس مثل الغربيين إما ذاك الجينز اللي يكشف ظهره وبطنه وكأنه سيسقط منه أو الشورت فوق الركبة، وفوقه التي شيرت واسع وعريض، ولن نتحدث عن الشعر، وإن رأيت لبسه المبهدل لقلت إنه فقير، وما يضحك أنه يحتذي "زنوبة" أجلكم الله، وكله تقليد "عاد قلد شيء عدل"، وهو في بلاده يستحي أن يلبس ما يلبسه في الخارج. وهذه ليست بساطة ولا رقي باللبس "كشخه" بقدر ما هو تقليد لشعوب مبهدله في هندامها. ما لا يرضى المرء لبسه في بلاده فلا يلبسه في بلاد الغرب. وما ظهر عن بعض أثرياء العرب وتناقله الناس باليوتيوب وبروكاست من تفاخر بأرقى السيارات، وشحنها لبلاد الغرب ماهو إلا نوع من "المفوشر والزبو" ليلفت انتباه الأجانب لهم، حتى إن استفردوا بهم سرقوهم وقتلوهم وأخذوا ماعندهم، لا أدري كيف يأمنون على أنفسهم بعدما يظهرون ثرائهم؟ ولا يعتقد البعض أن الغرب سعيد بوجودكم بينهم عندما يلقونكم بابتسامة، فلا تمتدحون أخلاقهم معتقدين أنها ترقى على أخلاق المسلمين، فوالله ماهم إلا مبشرين لدينهم وموسعين لاقتصادهم ويعلمون أن أموال العرب هي أساس رفعة اقتصاد بلادهم، فيبتسمون في وجوهكم ويضحكون من ورائكم بل ويخططون لكم، وليت بعض المسلمين يفعلون فعلهم. وبعض الناس تسافر متكلفة للسفر وهي غير قادرة عليه، والأموال التي تصرف في السفر والتي قد يستلف لها البعض من أجل أن يقول أنه سافر ماهي إلا تبذير وديون عليه هو في غنى عنها، فيرجع من سفره صفر اليدين، ليظل أشهرا يسدد في سلفة السفر. ولا ننسى حال المسلمين في كل مكان فلو ترك كل مسلم سفرته لعام واحد وتبرع بمبلغ السفر لمحتاجين لكان له أجر أفضل من إثم قد يكتسبه في سفره. وأقل سفره لدولة مجاورة تكلف عشرين ألف لأيام قليلة فكيف ببلاد الغرب؟ فهل سيفعل ذلك أحد أم سيتثاقل إن جاء لدفع المال لفقير بدل السفر؟ لا نستطيع أن نغير النفوس ولا العقول وإنما هي كلمة تخرج من القلب لتصل لعقولكم النظيفة فتستوعبها وتطبقها إنْ رأت فيها خيرا لها. همسة صادقة: سافروا نستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم، ولكن لتكونوا خير سفراء لديننا وبلادنا، ولنعلم أن الإنسان لا يدري أراجع لبلاده حين يسافر أم لن يرجع فأحسنوا لأنفسكم واحفظوها. رافقتكم السلامة دمتم في حفظ الله ورعايته