15 سبتمبر 2025

تسجيل

هرتزل وصبيانه في فيلم تسجيلي

15 يوليو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يكن مجرد "تمثال" ولا هرتزل مجرد "رجل" ولا وقوف وزير خارجية الانقلاب العسكري في مصر إلى جوار التمثال مجرد صدفة، لكنه "خضوع علني" أمام "نبي الصهيونية" كما يسميه أنصاره، و "سفاح الصهيونية الأكبر" حسب التعريف الصحيح. أحقاد "هرتزل" لم تستهدف "فلسطين" وحدها، بل استهدفت - كما يعرف العسكر وممثلهم - مصر أولا، ومصر دائما. وكانت "مصر" مقر "مستوطنة صهيونية" هكذا باللفظ الصريح وبلا مواربة، وهي مستوطنة تفاوض بشأنها "هرتزل" عندما جاء إلى مصر ـ بدعم من وزير المستعمرات البريطاني "تشمبرلين" ـ في 1903، ثم أنشأها اليهوديان "سوارس" و "أرنست كاسل" على مساحة 30 ألف فدان في "كوم أمبو". وقالت عنها "الأهرام" بتاريخ 19 من ديسمبر 1903 "وقد علمنا من الثقاة الخبيرين أن هذا السهل سيكون بعد استصلاحه مستعمرة صهيونية إذ يؤتى لزراعته وإصلاحه بالفلاحين الإسرائيليين المعسرين كما فعل روتشلد في فلسطين، وقد علمت جريدتنا أنه قد تم انتداب بعض الإسرائيليين للقيام بالأعمال التمهيدية".قصة هذه المستوطنة تناولها بالتفصيل رئيس المركز القومي للسينما الراحل "مدكور ثابت" في فيلم تسجيلي عنوانه "سحر ما فات في كنوز المرئيات". ونبه إليها نقيب الصحفيين الراحل "كامل زهيري" في كتابه "النيل في خطر". بل إنه، ومنذ انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول بمدينة "بازل" في23 من أغسطس عام1897 الذي أعلن فيه "هرتزل" الدعوة لإنشاء وطن قومي لليهود، دعم يهود مصر هذه الدعوة، وتواصلت منظمة "ماركوخيا" الصهيونية مع "هرتزل" وبناء عليه راح "هرتزل" يتحدث عن "سيناء" بوصفها "فلسطين المصرية" وطرح على "تشمبرلين" ما سماه "مشروع العريش" الذي يمنح اليهود امتياز استغلال الأراضي المحيطة بالعريش، ومساحتها 630 ميلا مربعا، مع إمدادها بالماء عبر أنفاق تحت قناة السويس يمر منها 51 ألف متر مكعب من المياه كل ثانية.وإذا كان اللورد "كرومر" رفض المشروع، وعطل أطماع هرتزل في مصر، فإنها نشطت مرة أخرى بعد "كامب ديفيد" مدعومة بوعد من "السادات" بتوصيل مياه النيل إلى "النقب". ثم بـ"السحارة" التي شقها "مبارك" تحت القناة لنقل المياه، وأخيرا بالعمليات العسكرية، التي تمت بالمشاركة بين سلطة "السيسي" والطيران الصهيوني لتفريغ الأراضي المحيطة بالعريش من سكانها.