12 سبتمبر 2025

تسجيل

عفيف اللسان

15 يوليو 2015

من أخص صفات المؤمن الصمت وحفظ اللسان بما يكون فيه السلامة من الوقوع في الزلل ولعل الكلام أوسع نشاط يقوم به الإنسان، في حياته ، والكلام خاضع لمنهج الله فرب كلمة ارتقيت بها إلى أعلى عليين، ورب كلمة هويت بها إلى أسفل سافلين ،فحفظ اللسان أن يصون المرء لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة وقول الزور وغير ذلك مما نهى عنه الشرع الحكيم ،فإن من بعض معاصي اللسان وجوب النار وهل يجر الناس يوم القيامة إلى النار إلا حصائد ألسنتهم ،لأن الذي يتحدث بما قاله الناس عن رجل ينقله إليه يحدث شرخا كبيرا في العلاقات الاجتماعية، فمعظم المسلمين ولست مبالغا في معظم لقاءاتهم وسهراتهم يتحدثون عن بعضهم بعضاً غيبة ونميمة، فحفظ اللسان أن يصون المرء لسانه لأنه في رمضان يصوم وتصوم جوارحه عن فعل كل محرم ، يخاف الله يرجو رحمته ويخشى عذابه، فلقد خلق الله تعالى الإنسان لغايات ؛ وأسمى هذه الغايات العبادة وقد من علينا سبحانه وتعالى بنعم عظمية وجليلة (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) ،ومن هذه النعم الجوارح التي ينبغي على كل إنسان توظيف هذه الجوارح وتسخيرها في طاعة الله تعالى والقرب منه حتى تكون هذه الجوارح لنا نعمة وليست نقمة.ومن هذه الجوارح اللسان فهو نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل له في الخير مجال واسع وله في الشر ذيل طويل فمن أطلق لسانه وسلك به سبل الشيطان ،فإن مصيره الهلاك بلا شك و لا ينجو الإنسان من شر اللسان إلا من قيده بأمور الشرع فلا يتكلم إلا بما ينفعه في الدنيا و الآخرة واللسان أعصى الأعضاء على الإنسان وهو أعظم وسيلة يستخدمها الشيطان ضد بني آدم، ومن هنا فإن النبي صلى الهم عليه وسلم قال لمعاذ رضي الله عنه (كف عليك هذا يعني اللسان فقال يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم )رواه أحمد، لذلك يجب على كل مسلم امتلأت نفسه رضا وطمأنينة بروح الإيمان الندية و خالطت نفسه تعاليم الإسلام وهدايته السمحة ،أن يعلم أن اللسان له تبعات خطيرة ربما تكون سببا لحتف الإنسان في المهالك خاصة وهو صائم حتى لا يضيع صيامه فهو يحفظ لسانه من كل سوء ومن اللعن والسب والشتم وما يكون سببا للقطيعة بين المسلمين ،لذلك فهو عنها بعيد جدا و إنه ليزداد عنها بعدا كلما تبدت له الأسوة الحسنة مجسدة في هدي رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي لم تصدر عنه كلمة واحدة تخدش سمع السامع ،أو تجرح شعوره أو تمس كرامته و يبلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم الذروة في اجتثاث عوامل الشر و الحقد و العدوان من النفوس حتى يصور للمسلمين المصير الأسود الخاسر لمن أطلق لسانه في أعراض الناس ،فإذا بتلك الشتائم الجوفاء و القذف الأرعن و الاعتداءات البشعة الرخيصة التي بدرت منه ذات يوم ،تأتي على كل ما جناه في حياته من حسنات و ترده مفلسا خالي الأعمال من كل عاصم يعصمه من النار يوم الحساب الرهيب ،ومن حكمة الله تعالى أن جعل جميع أعضاء الجسم تطالب اللسان بالاستقامة فما من صباح يصبح فيه الإنسان إلا و أعضاؤه تذكر اللسان وتقول له : اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا و إن اعوججت اعوججنا واللسان فيه آفتان عظيمتان إن تخلص من إحداهما لم يتخلص من الأخرى آفة الكلام و آفة السكوت فالساكت عن الحق شيطان أخرس عاص لله مراء و المتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص لله ولقد صدق من قال عثرة القدم أسلم من عثرة اللسان.