02 نوفمبر 2025

تسجيل

أمثلة على كرم الصحابة (2)

15 يوليو 2015

روي أنه نَزَل في أبي بكر الصديق، رضي الله عنه قوله تعالى:(وسيجنبها الأتقى. الذي يؤتي ماله يتزكّى. وما لأحدٍ عنده من نعمةٍ تُجزى. إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى. ولسوف يرضى)، وسبب نزولها أن أبا قُحافةَ والد أبي بكر، قال له: أراك تعتق رقاباً ضِعافاً فلو أنك أعتقت رجالاً جُلْداً- جمع جَلْد: قويٌ وصَلْب- يمنعوك ويقومون دونك يا بُنيّ، فقال: يا أبتِ إنما أريد ما عند الله، فنزلت الآية.وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله أن نتصدق، ووافق ذلك عندي مالاً فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله:(ما أبقيت لأهلك؟) قلت: مثله، وإنّ أبا بكر أتى بكل ما عنده، فقال عليه الصلاة والسلام:(ما أبقيت لأهلك؟) قال: أبقيت لهم الله ورسوله، فقلت: لا أسابقه إلى شيء أبدا. الله أكبر، كانوا رضي الله عنهم يتنافسون على بذل ما يملكون من الدنيا، ونحن نتنافس على أخذ ما ليس بأيدينا منها، نسأل الله الرحمة والمغفرة.وكان رضي الله عنه، نعم الصاحب للنبي عليه الصلاة والسلام، آزره وبذل له ماله، ولم يدّخر دون الإسلام شيئاً، إعلاءً لكلمة الله، وإعزازاً لدينه القويم، حتى قال عليه الصلاة والسلام:(ما نفعني مالٌ قط كما نفعني مال أبي بكر) فبكى أبو بكر وقال:هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله.وثبت أنه عندما أسلم كان يملك أربعين ألف درهم، إذ كان معروفاً بالتجارة، فأخذ ينفقها في سبيل الله، يعتق منها، ويقوي المسلمين حتى أصبحت خمسة آلاف فقط حين هاجر إلى المدينة، ثم كان يفعل فيها ما كان يفعله بمكة.ورأس المنفقين أموالهم في سبيل الله من هذه الأمة، عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي قدّم ماله لنصرة الإسلام وخدمة المسلمين، قام بتجهيز نصف جيش العسرة، الذي حثَّ النبيُ على تجهيزه لغزوة تبوك، بثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها -أي بأكسيتها- وخمسين فرساً، وحمل ألف دينار في كمه ووضعها في حجر رسول الله حتى قال عليه الصلاة والسلام:( ما ضرَّ عثمانَ ما فَعلَ بعد اليوم) مرتين.وعندما قَدِم الرسول صلى الله عليه وسلم، المدينة وليس بها ماءٌ يستعذب غير بئرِ رُومَةَ، وكان صاحبها رجلٌ من بني غِفار، سمّيت باسمه، وكان يبيع ماءها، قال عليه الصلاة والسلام:( من يشتري بئر رُومةَ فيجعل دَلوَه مع دلاء المسلمين بخيرٍ له منها في الجنة)، فبادر عثمان رضي الله عنه بشرائها من صُلب ماله، وجعلها للمسلمين.