12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن أردت أن تجمع صفات النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وإن شئت أن تتعرف على مفتاح شخصيته، فلن تجد أصدق أو أعدل من أنه كان يحيا مكارم الأخلاق، وتحيا معه، ويشرف بها، وتزهو به، ويسير على دربها، وتأنس إليه.سئلت أم المؤمنين عائشة ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ: ((يا أم المؤمنين، أنبئيني عن خلق رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ. قالت: ألست تقرأ القرآن! قال: بلى.قالت: فإن خلق نبي الله كان القرآن)). وفي رواية قالت: ((كان خلقه القرآن، ألم تقرأ القرآن، قول الله ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم: 4]))وأخبر النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عن إطار دعوته، وأهداف رسالته، وما جسده من خلق، وتحلى به من فضائل، حتى صار قرآنًا يمشي على الأرض، فقال: ((إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق)). وأرسل أبو ذر الغفاري أخاه قبل إسلامهما ليتعرف على أخبار النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ((فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر، فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق))وأقرب الناس معرفة بالرجل من يلازمه في كل أوقاته، ويشهد حاله في الرضا والغضب، والضيق والسعة، ثم هو يأتمر بأمره، ولا يسعه الخروج عن مقتضى قوله، ألا وهو خادمه، وكثيرا ما يتحمل هؤلاء الخدم فوق طاقاتهم من ساداتهم، ومع ذلك قال عنه خادمه أنس: ((كان رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أحسن الناس خلقًا)).وينفي عنه نقائص الصفات بقوله: ((لم يكن رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ سبابًا، ولا فاحشًا، ولا لاعنًا، كان يقول لأحدنا عند المعتبة: ماله، ترب يمينه)).ويصفه صهره، وابن عمه، عليٌّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قائلاً: ((كان أجود الناس كفًّا، وأشرحهم صدرًا، وأصدق الناس لهجة وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة))ويقول جابر ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ: ((كان طويل الصمت، قليل الضحك، وكان أصحابه يذكرون عنده الشعر وأشياء من أمورهم، فيضحكون، وربما تبسم)) وكما كان النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يتمثل عظيم الخلق فقد أرشد أصحابه إلى، كريم فضله، ورفيع منزلة من تحلى به، فقال: ((إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا)). وقرن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بين كمال الإيمان وحسن الخلق،مؤكدًا على العلاقة الوثيقة بينهما، فالإيمان والخلق قرينان متلازمان، إن رحل أحدهما تبعه صاحبه، فقال: ((من أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وألطفهم بأهله)). وبين ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لأصحابه معايير الخير والشر في الإسلام، فالتفاضل بين المؤمنين يكون بعمل الخير وتمهيد سبله، ودفع الشر ووأد طرقه ((خيركم من يرجي خيره، ويؤمن شره، وشركم من لا يرجي خيره، ولا يؤمن شره)).وكذلك شجع المؤمنين على التحلي بالأخلاق الفاضلة، مبينًا الجزاء العظيم والفضل الكبير الذي أعده الله لمن تحلى بخلق حسن، وتزين بسلوك فاضل؛ إذ ينال ذو الخلق الكريم محبة النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في الدنيا، ومجالسته في الآخرة، فقال: ((إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا)). بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم حسن الخلق من أيسر السبل، وأوسع الأبواب لرفع الدرجات ودخول الجنات ((سئل رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: تقوى الله، وحسن الخلق)). وجمع رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ خلال البر في قوله: ((البر حسن الخلق)).