12 سبتمبر 2025

تسجيل

الأمانة

15 يوليو 2014

يقول الله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً [ والأمانة ضد الخيانة وهى ما يُتطَلَّب حفظه ورعايته والقيام به.وهى بذلك تشمل كل ما افترض الله على العباد،كالصلاة وسائر الأركان وأداء الديون والودائع وكتم الأسرار.وشؤون الناس والأسرة والمجتمعات والمجالس.والوظائف والأعمال وإدارة المشاريع والمؤسسات والإدارات وما يوكل به ولاة الأمر الرعية عليه من الأعمال والإشراف والمراقبة.هى من أبرز خلق الأنبياء والمرسلين كما أخبر الله تعالى عنهم كنوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام كل واحد منهم قال لقومه (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قد كان في قومه قبل الرسالة وبعدها مشهوراً بينهم بالأمانة وينادونه بـ " الأمين " وكانوا يأتمنونه على أموالهم وخواص أمورهم وودائعهم، ولما هاجر أمر علياً برد الودائع إلى أهلها وأصحابها.وجبريل عليه السلام أمين الوحي كما سماه الله تعالى (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) والمجالات التي تدخل فيها الأمانة: كثيرة جداً فالدين أمانة والأعراض والأموال والأرواح والمعارف والعلوم والأسرار والوصايا والأبناء والزوجات والأزواج والأسماع والأبصار وسائر الحواس. والأمانة حمل كبير وثقيل في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فهي فيما يتعلق منها بالناس من أموال وأعراض وأسرار تنفع الإنسان كل النفع إذا حُفظت،وتبيع المرء وتنهيه إذا ضُيعت،لأن الإنسان حياته واقفة على مال وعِرضٍ وأسرار. مال يعيش به فإذا ضاع ماله هلك ومات أو عاش حياة عسيرة ضيقة. وأعراض فإذا كانت أعراضه مستورةً ومحفوظةً فهو في حياة مستقرةٍ وسويِّةٍ وأما إذا كانت أعراضه منتهكةً مكشوفةً فهو في أردى الأحوال والأوضاع وكذلك الحال بالنسبة لأسراره. وأما فيما يخص الآخرة: فهو فيما ينتظر الإنسان يوم الدين من السؤال فيما يخص الأمانة كما أخبر الله تعالى بقوله (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) حَفِظ أم ضيَّع. ـ ولقد أعلمنا الله تعالى بثقل الأمانة لدرجة أن المخلوقات العظيمة تبرأت منها واعتذرت من حملها كالسموات والأرض والجبال. يقول الله تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) لعلمها بمسؤولية الأمانة وحسابها عند الله تعالى. لكن الإنسان لجهله بحقيقة الأمانة والمسؤولية رضىَ بحملها فحملها إنه كان ظلوماً جهولاً. ليعذب الله تعالى المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب على عباده المؤمنين والمؤمنات. ـ ولأن الحياة لا يمكن أن تسير وتستمر إلا بما أمر الله تعالى بالأمانة فهى لبنة من أهم لبنات هذه الحياة فقال (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً)