31 أكتوبر 2025

تسجيل

حدود الصداقة

15 يوليو 2013

ربما يكون العنوان أعلاه غريبا أو صادما، أو ربما يرد أحدهم قائلا هل للصداقة حدود؟ هذه الفضيلة العظيمة التى ندعو لها ونحث عليها أبناءنا وطلابنا منذ زمن، وفي هذه الأيام ربما تكون تلك الفضيلة قد غابت أو ضعفت الا من هم ما رحم ربي. ونعلم جميعا أن الصداقة هدية عظيمة تمنحنا اياها الحياة وأن الصديق الحقيقى درة ثمينة لا تقدر بثمن، كالمثل الذي يقول (الصديق وقت الضيق)، ولكن السؤال الذى يفرض نفسه ما هي حدود تلك الصداقة؟ أم أن الصداقة لا حدود لها، والى أى مدى يجوز للصديق أن يتدخل فى حياة صديقه!!!! اذكر ذلك لان كثيرا من الناس عانى من الاصدقاء ومن تدخلهم فى حياته، ومرة اشتكى الزوج من صديقة زوجته التى لا يراها وربما يعرفها ولكن نصائحها لزوجته ربما تكون سببا فى هدم حياته وبيته وتشتكي الزوجة من صديق زوجها الذى لا تعرفه ولكن توجيهاته ونصائحه هو الاخر لزوجها ربما تكون سببا فى الهدم للبيت الاسري فى أحيان كثيرة ولا أحد ينكر أن هناك من الاخوات من تحكي لصديقتها عن أدق أدق تفاصيل حياتها وأدق أسرار بيتها وزوجها، وكثيرا ما نجد بيوتا تهدمت بسبب التدخل اللا محدود من الاصدقاء، والمقارنات التى تقام بين الصديقات، هذه عندها كذا وكذا وأخرى تمتلك كذا وكذا واخرى زوج صديقتي احضر لها هدية بكذا، ويسافران دائما وسنويا في الاجازة لاحدى الدول الاوروبية وكل تلك الاشياء التى نراها يوميا فى حياتنا هي السبب الاول هو التدخل المبالغ فيه من قبل الاصدقاء أو حتى بعض الاقارب،،، ونقول ونكرر ان البيت مكان مقدس وحصن منيع لا ينبغي أبدا أن نكسر تلك الحواجز والدخول فى تفاصيل هي ملك فقط لاصحاب البيت ولا يجوز ان تجعل ما فى بيوت الصديقات والاقارب دون أدنى مراعاة لتلك الحرمة، فمن حقوق الزوج على زوجته حفظ سره وعدم الافشاء، والبوح بتفاصيل لا ينبغي أن يعلمها أحد، وكذلك حقوق الزوجة على زوجها حفظ سرها وعدم إفشاء عيوبها لأحد سواء أهله أو اي أحد آخر، فالحياة الزوجية مقدسة أساسها الستر لا العلن. و القصص او الحكايات وأروقة المحاكم تبلغنا وتعلمنا أي أثر سيئ ربما تؤد اليه من يذيب تلك الحدود فى الصداقة ويخرجها عن مسارها الحقيقى كقيمة عظيمة فى حياتنا، فكانت سببا فى خراب بيوت وتشريدا لأطفال، حتى لا أكون مبالغة أعزائي القراء اذهبوا، فتشوا وابحثوا فى معظم حالات الطلاق التى تعرفونها بين أحد من أقاربكم أو زملائكم فى العمل ستجدوا أن طرفا ما تدخل وكان سببا فى حدوث أبغض الحلال عند الله سبحانه وتعالى. ورغم ذلك أنا لا اعمم بأن جميع الاصدقاء سيئون، وبالتأكيد هناك أصدقاء فى الخير ينصحون بما يرضى الله سبحانه وتكون تلك النصيحة المخلصة سببا كبيرا فى انقاذ بيوت من الهدم والخراب، وإعادة المياه الى مجاريها كما يقولون، ثم ان بالكلمة الطيبة والحكمة وإقناع الصديق بالرضا والقناعة وضرورة المحافظة على بيته وأسرته، له اثر كبير على سلامة حياتهم الاسرية من الضياع. وطبعا من المؤكد أن الحديث في هذا المجال لا يتسع بسرد القصص التى تصلني عبر البريد الالكترونى، تحكي عن أزواج تأذوا بسبب الاصدقاء من تدخلهم فى حياتهم رغم انهم لم يروهم يوما، لذا يجب عدم انهيار الحدود أو التعدي بين الاصدقاء أو التبسط فى كشف أسرار البيوت ولا بد من وضع ضوابط فى تلك العلاقة، فليس كل ما يعرف يقال وان المقارنات بين الزوجات من خلال ما يحكى في المجالس من كل طرف سواء كان سلبا او إيجابا ربما تكون سببا فى خلق مشاجرات بين الازواج وكل هذا تحت مسمى الصداقة. وأخيرا أنا لا أريد فى هذا المقال أن أقلل من شأن الصداقة بل هناك أصدقاء أوفياء نحتاج اليهم ونلجأ لهم ونجدهم فى مواقف الضيق ولكن كل ما أردته هو وضع حدود للصداقة ويجب ان تكون عندك خطوط حمراء لاي صديق لا يتعداها، وأن تكون الصداقة فى اطارها الطبيعى بحيث لا تخترق خصوصية المنزل وتتعدى المعقول لنصل فى النهاية الى اللا معقول ونجد فى النهاية ان المثل القائل احذر من عدوك مرة ومن صديقك الف مرة مثل صحيح مائة فى المائة وسلامتكم.