03 نوفمبر 2025
تسجيللا حاجة للإسهاب والإطناب في ذكر مآثر ومناقب الإمام الشافعي - رحمه الله - فالمعروف لا يعرف، لا سيّما لو كان كالشمس في كبد السماء، وكالبدر في الليلة الظلماء، وحسبنا من ذلك، أن نذكر شهادة إمام أهل السنة والجماعة، الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – في فضله وهي قوله:(كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس)، وتخيل أنت دنيا بلا شمس، وأناساً بلا عافية، كيف يمكن أن يكونا، إلا ظلاماً دامساً وأطلالاً دوارساً. جاء عن الإمام الشافعي، أنه لما قدم مصر، التقى بالعالم الفقيه، عبدالله بن عبدالحكم، أحد تلاميذ الإمام مالك بن أنس،إمام دار الهجرة – رحمهما الله – فقال للشافعي: إن عزمت أن تسكن مصر فليكن لك قوت سنة – بمفهومنا اليوم أن يكون لك رصيد في المصرف - ومجلس من السلطان تتعزز به – ما يعرف اليوم عند عامة الناس بالواسطة - فرد عليه الشافعي قائلاً: يا أبا محمد، لقد ولدت بغزة، وربيت بالحجاز، وما عندنا قوت ليلة، وما بتنا جياعاً قط، يا أبا محمد من لم تعزه التقوى فلا عز له. لله درك يا شافعي، ورضي الله عنك، قولك (من لم تعزه التقوى فلا عز له)، أصاب كبد الحقيقة وصادف المحز، كيف لا وتقوى الله رأس الأمر كلِّه، كما أخبر الصادق المصدوق، عليه الصلاة والسلام، وإني ذاكر تعريفها، بإيجاز شديد، هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية من خشيته ولا تكون إلا بأمرين، أحدهما التزام أوامره، والآخر اجتناب نواهيه . بتقوى الله تُحقق للمسلم العزة بمعانيها الحقة والجمة، من الشرف والسناء والمنعة والنصر والتمكين، وعلى نور سبيلها المبين، ونهج صراطها المستقيم، تُحصّل من الله، فإن العزة له ولا تنال إلا بطاعته قال تعالى:(من كان يريد العزة فلله العزة جميعا)، وقال عز ِمن قائل:(ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) . كل عزة بغير تقوى الله باطلة زائفة زائلة ، وكل تعزز بغير الله هو في الحقيقة ذل ، قال النبي عليه الصلاة والسلام:(كل عز ليس بالله فهو ذل)، وقال أيضاً :(من أحب أن يكون أكرم الناس، فليتقي الله عز وجل) . اللهم إنا نسألك خشيتك في السر والعلانية، في الغيب والشهادة ، ونسألك أن تعزنا بعزة التقوى، يا عزيز يا كريم، اللهم آمين.