23 نوفمبر 2025
تسجيلمسلمون لهم صلاة وعبادة وصدقة ولكن يضرب هذا ويتكلم في حق ذاك ويطعن في نيات لا يعلمها إلا الله تعالى ، وتظهر عليه أخلاق سيئة وألفاظ منكرة وسلوكيات معوجة ، وأقوام لهم صلاة وعبادة وجهد في الدعوة وأخلاقهم غير سويِّة ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين )يقول رسول الله : إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار! ) رواه مسلم . إن هذا التلازم والتلاحم بين الظاهر والباطن يقتضي تأكيداً على الإيمان واهتماماً به ورعاية له ، والعمل على زيادته بالطاعات . والحذر من المعاصي التي تُنقصه وتضعفه وتوهنه لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، يقول الله تعالى ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ) سورة الأنفال.فإذا رأيت المرء يفيض خلقاً حسناً وسماحة وأدباً مع ربه عز وجل ورسوله ووالديه وأرحامه والناس القريب والبعيد المسلمِ منهم وغير المسلم فاعلم أنه قد منَّ الله بزيادة إيمانه . وإذا رأيت الرجل لا يبالي بالأدب مع ربه والرسول والأرحام والناس ولا يلوي على أحد فاعلم أن إيمانه في تناقص وقصور بما كسبت يداه . يقول الشيخ محمد بن عثيمين : يزيد الإيمان بمعرفة الله تعالى ،أسمائه وصفاته والنظر في آياته الكونية والشرعيةوكثرة الطاعات ، وينقص الإيمان بالجهل بالله وأسمائه وصفاته وعدم التفكر في آيات الله الكونية والشرعية ،إن فعل فعل المعاصي . تعمي القلب فلا يرى الحق حقا ولا الباطل باطلا