15 سبتمبر 2025

تسجيل

خيانة الأمانة

15 يونيو 2014

هل نحن شعب طيب إلى درجة كبيرة أو أكثر من المعتاد ؟، هل نثق بالآخرين إلى حد السذاجة ؟ هل نؤمن نحن بحق الضيف والغريب وهو لا يعرف للأمانة حقا ؟ ومن ائتمنك لا تخونه حتى لو كنت خائنا .كل هذه الأفكار تتداعى إلى عقلي كلما ذهبت إلى المحكمة حيث أرى قطريين كُثر متورطين في كثير من القضايا أحيانا تصل إلى دفعهم للملايين، أو إلى السجن لأنهم كفلوا أناسا لا يستحقون أو بسبب إنهم وثقوا في بعض الموظفين وتركوا لهم حرية التصرف أي (الخيط والمخيط)، كما يقولون فورطوهم في قضايا وشيكات ومديونيات لا ناقة ولا جمل لهم فيها .وساعتها يكون الندم وقت لا ينفع الندم وهنا لا أتكلم عن قضايا وقع فيها عدد كبير من أفراد المجتمع ضحية نصابين كبار في مثل قصص كلنا نعرفها وسمعنا، وهرب النصابون من الدوحة ومعهم ملايين الدولارات وتركوا المساكين في كرب ومحنة.ولكني أتحدث عن البسطاء من أهالينا من لديه أو لديها سجل تجاري صغير فتتركه لمقيم ويسيء استخدامه، ويقوم يبيع فيز عمل ويورطها مع إدارة العمل أو يأخذ قروضا من البنوك باسمهم أي (الكفيل القطري) والحق إنه لابد من وقفة وحرص وحذر حتى لا نكون نحن الضحية وهم فقط المستفيدون دائما .واليوم سأتكلم عن موضوع يبدو بسيطا ولكن بسببه يلقع كثير من أصحاب العمل في مشاكل كبيرة جدا وخسائر ضخمه أيضا، وهي أن يأتي إليك موظف على كفالتك ويكون راتبه الحقيقي ولنفرض إنه 4000 ريال قطري ويوجد عقد بذلك ويقول لك أريد عقدا صوريا على أن راتبي 9000 ريال حتى أستطيع أن أحضر أسرتي من بلدي ويلح إلحاحا شديداً، وبعد ذلك يصبح العقد الصوري لدى وزارة العمل هو المعتمد ومن حقه أن يطالب برواتب كاملة على العقد الصوري رغم إنه كان قد قدمها الكفيل خدمة ولا يخفى على الجميع أن هذا تحايل على القانون.(ولكن أقول خدمة أي عمل إنساني) كي يستقدم أسرته. وأقول إن تلك الفئة من خائني الأمانة إن لم يأخذوا حقهم وعقابهم في الأرض فسيكون عقابهم شديدا من قاضي السماء سبحانه وتعالى وأضيف إن تلك الفئة أيضاً تسيء إلى سمعة الآلاف من المقيمين من العمال والموظفين المحترمين والشرفاء والنبلاء.والحق أني بحثت عن خيانة الأمانة فوجدتها تصرُّف الشخص فيما ليس له من مال أو غيره، وهو قد اؤتمن عليه، وخان تلك الأمانة وخياَنَةُ الأَمَانَةِ من أفظع الجرائم على الإطلاق وأخطرها على المجتمع وهي تتكون من لفظين خيانة، وأمانة فلنأخذهما بالتفصيل: خيانة - خِيَانَةُ: [ خ ون ]. (مصدر خان) " خِيَانَةُ الأَمَانَةِ ": عَدَمُ صِيَانَتِهَا، نَقْضُهَا . المعجم: الغني [1] الأَمانَةُ لغةً:1.الأَمانَةُ - أَمانَةُ: الوفاء والأَمانَةُ الوديعة، كان أمينا مخلصا يحفظ الود والعهد وحفظ الود والقيام بالعهود على أتم وجه، ما فرضه الله على الناس، خِيَانَةُ الأَمانَة اصطلاحاً: قال الإمامُ ابنُ الجوزي: الْخِيَانَةُ: التَّفْرِيطُ فِيماَ يُؤْتَمَنُ اْلإِنْسَانُ عَلَيْه، قال تعالى في سورة النساء: } إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا {قال الإمام ابن كثير في تفسيره: يخبر تعالى أنه يأمر بأداء الأمانات إلى أهلها، وفي حديث الحسن عن سمرة أن رسول الله قال: أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك . رواه الإمام أحمد وأهل السنن.وهذا يعم جميع الأمانات الواجبة على الإنسان من حقوق الله عز وجل على عباده من الصلوات والزكوات والصيام والكفارات والنذور وغير ذلك مما هو مؤتمن عليه ولا يطلع عليه العباد.ومن حقوق العباد بعضهم على بعض كالودائع وغير ذلك مما يأتمنون به بعضهم على بعض من غير اطلاع بينة على ذلك، فأمر الله عز وجل بأدائها فمن لم يفعل ذلك في الدنيا أخذ منه ذلك يوم القيامة.ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله قال: }لتؤدن الحقوق إلى أهلها حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء . قال تعالى في سورة الأنفال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )عدَّ الإِمامُ الذَّهَبِيُّ رحمه الله الْخِيَانَةَ مِنَ الكَبَائِرِ خِيَانَةُ الأَمانَةُ التصرف وإخفاء الشيء دون علم صاحبه، والغدر بصاحب الأمانة الذي يعتقد أن من ائتمنه سيحفظ أمانته. وهو خلق ذميم، ورذيلة خسيسة تنفر منها النفوس السليمة وأصحاب الضمائر .وأخيرا: الوعي وطلب المشورة من ذوي الخبرة ومزيد من القوانين التي تحفظ حقوق أبناء هذا الوطن الطيب أقصد (الكفيل) من أذى بعض أصحاب تلك النفوس الشريرة والخائنة وعلى كل مظلوم وعليه مثل هذه القضايا في المحاكم أن يقول فقط (حسبي الله ونعم الوكيل) فبهذه الكلمة سينتقل ملف القضية من قاضي الأرض إلى قاضي السماء، وما أعدلك وما أعظمك يا الله، ولله الأمر من قبل ومن بعد إنه نعم المولى ونعم النصير .