11 سبتمبر 2025
تسجيلتتعامل الحكومة البنغالية العلمانية بضراوة وقسوة مع الإسلاميين في البلاد، وأثبتت أنها عازمة على التخلص منهم واستئصال شأفتهم، وقرنت الأقوال بالأفعال بإعدام 5 من كبار قادة الحركة الإسلامية.آخر ضحايا الحكومة البنغالية التي تفخر بأنها علمانية، هو الشيخ مطيع الرحمن نظامي، زعيم الجماعة الإسلامية في بنغلاديش وهو وزير سابق، الذي اعتقلته منذ 6 سنوات، ووجهت إليه تهمة ارتكاب إبادة جماعية خلال حرب انفصال بنغلاديش عن باكستان عام 1971.المفارقة السخيفة هي أن الحكم بإعدام الشيخ مطيع الرحمن، البالغ من العمر 72 عاما، صدر عما يسمى "محكمة جرائم الحرب الدولية في بنغلاديش"، وهي الشيء الوحيد الذي يحمل اسم دولي في بلد لم أشاهد فيه، عندما زرته، إلا الفقر والفاقة والبؤس والمرض والفساد والإقطاع وتحكم النخبة العلمانية الفاسدة. والافتقار إلى مياه الشرب والغذاء وحبة الدواء والخدمات الضرورية، وهذا ما يجعل من تشكيل بنغلاديش محكمة دولية "نكتة سخيفة"، خاصة أن هذه المحكمة الدولية البنغالية العتيدة متخصصة بإصدار أحكام الإعدام على القيادات الإسلامية البنغالية وملاحقة الآخرين.ما تقوم به الحكومة البنغالية ليس إلا عملية تصفية ممنهجة للتيار الإسلامي الحركي وعلى رأسه الجماعة الإسلامية عبر محاكمات وصفتها المنظمات الدولية بأنها هزلية وتفتقر لمعايير العدالة والشفافية والنزاهة.ويعد "محمد قمر الزمان" هو ثاني قيادة في الحزب من الذين نفذ فيهم حكم الإعدام، بعد زعيم الحزب "عبد القادر مولا" الذي تم إعدامه في ديسمبر 2013، فيما توفي كل من "غلام عزام"، و"أبو الكلام محمد يوسف"، عام 2014، أثناء احتجازهم في السجن، وهم من قادة الصف الأول أيضًا.وأصدرت المحكمة عام 2013، حكمًا غيابيًا بالإعدام بحق "تشودوري معين الدين"، المقيم في لندن، و"أشرف الزمان خان" المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية. ومن قادة حزب الجماعة المحكومين بالإعدام، "علي إحسان مجاهد"، ومساعد الأمين العام "أزهر الإسلام"، وأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب "مير قاسم علي"، و"عبد السبحان".هذه المحكمة أنشأتها حكومة الشيخة حسينة واجد عام 2010 لملاحقة كل القيادات التي عارض انفصال بنغلاديش عن باكستان، واعتقلت عشرات الآلاف من مناصري الجماعة الإسلامية خلال سنوات، وفي هذه المرة استبقت إعدام الشيخ مطيع الرحمن بحملة اعتقالات إضافية، ونشرت الجيش والقوات الخاصة في الشوارع، للحيلولة دون تظاهر مناصري الجماعة، مع العلم أنها قتلت عام 2013 أكثر من 500 من الإسلاميين في مواجهات جرت بعد إعدام 3 قادة كبار في الجماعة الإسلامية.الشيخ مطيع الرحمن نظامي تم إعدامه ليلا في سجن دكا المركزي، واستخدمت قوات الأمن والجيش العنف الشديد وأطلقت الرصاص على المحتجين على إعدامه، كما أطلقت النار على حفل تأبين للشيخ، وتم تحويل مسقط رأس الشيخ نظامي إلى ثكنة عسكرية بعد أن تم نقل جثمانه وسط مواكبة عسكرية مسلحة ليلا ليدفن تحت جنح الظلام على الطريقة الإسرائيلية.المؤسف أن إعدام الشيخ نظامي والقادة الإسلاميين الآخرين في بنغلاديش يكاد يمر مرور الكرام لولا إقدام تركيا على سحب سفيرها من دكا احتجاجا على إعدامه، وبالطبع فإن الأنظمة العربية تتجاهل الإعدامات التي تهدف إلى القضاء على التيارات الإسلامية وعلى رأسه الجماعة الإسلامية، بل أجزم أن عددا من الأنظمة العربية سعيدة بهذه الإعدامات، وربما أرسلت التهاني و"بوكيهات ورد" على "الخطوات الشجاعة" لحكومة حسينة العلمانية التي تعدم الإسلاميين وسط ترحيب أنصارها الذين أقاموا احتفالا في قلب العاصمة البنغالية بهذه "اللحظة التاريخية" بعد إعدام الشيخ نظامي مباشرة.إنها حرب ضد الإسلام والرموز الإسلامية في بنغلاديش، وللأسف رغم وجود جماعة الدعوة التبليغ، والتي يتبعها أكثر من 5 ملايين شخص، ومع ذلك تتجاهل الإعدامات وكأنها تجري في كوكب آخر رغم أنها تدعو إلى الأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، لكنها لا ترى منكرا في إعدام الشيخ نظامي وإخوانه.