12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "في الماضي كان الاتحاد الأوروبي يفضل التعامل مع الطبقة العلمانية المثقفة في المجتمع المدني بالدول العربية على حساب منظمات إسلامية أكثر تمثيلا".هذا ما جاء في الوثيقة الصادرة يوم السبت (16 من أبريل 2005) عن اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج، ورغم تسليم وزراء الخارجية بحساسية التعامل بين أوروبا وجماعات إسلامية تقليدية فقد تساءل التقرير، الذي شارك في إعداده "خافيير سولانا" منسق الشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي ـ آنذاك ـ مع رئاسة الاتحاد: "هل حان الوقت لكي يصبح الاتحاد الأوروبي أكثر اتصالا بالمجتمع المدني الإسلامي في تلك الدول"؟هذه الرؤية الغربية لم تنبت فجأة، بل إن لها جذوراً ومراحل تطور، كان مؤتمر "بيركلي" الذي عقدته جامعة كاليفورنيا في يونيو 1981 إحدى أهم محطاتها، ومن أوراق هذا المؤتمر الذي درس استجابة المجتمعات الإسلامية من الناحية التاريخية للتحولات التي أحاطت بها منذ منتصف القرن الثامن عشر، انطلقت فكرة كتاب "الإسلام والسياسة والحركات الاجتماعية"، وفيه يقول إدموند بيرك: "أصبحت القومية بحلول خمسينيات القرن العشرين هي الأيديولوجية السائدة في كل أرجاء المنطقة، وإننا نميل اليوم وفي أعقاب حركة النهضة الإسلامية إلى أن نتساءل عما إذا كان الاهتمام بالقومية العلمانية سراباً كله ".ويرصد بحث "بيتر فون سيفرس" في الكتاب دور "الإمام" أو القائد الإسلامي للحركات الشعبية والثورات التي قامت ضد الاستعمار الأوروبي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، مستعرضا في الوقت نفسه "فكرة تحرر الإسلام من السيطرة الكافرة التي كانت جزءاً من المجموعة الكاملة الموروثة من الأخلاق والشريعة الكلاسيكية". وفي الواقع، قد تتخذ هذه الشخصيات الدينية مطلباً دنيوياً كنقطة انطلاق لها من أجل حرية العمل السياسي كتعويض عن الاعتماد الاقتصادي (التبادل في الأسواق) الذي لا مفر منه والذي خلقته ظروفهم المحددة.. غير أن هؤلاء المنظمين والقادة الدينيين كانوا يطمحون إلى تحقيق الكثير.. كانوا يرمون تقريباً وبشكل واضح إلى تحقيق هدف مترابط ككل، وكانت هذه الغاية هي هدف "الحرية للإسلام" الذي، ولأنه لا يعترف بإله سوى الله، كان يمكن النظر إليه باعتباره قد تعرض للتشويه من قبل الاستعماريين الكفرة". هذه الرؤية نفسها يرصدها بحث "إليس جولدبيرج" عن "السياسة النقابية الإسلامية في مصر" ولكن من زاوية أخرى، حيث يقول: "كانت جريدة "الإخوان المسلمون" بخلاف جرائد اليسار، وحتى الجرائد الوطنية، يقرؤها العمال وأعضاء النقابة، وكانت تقضي وقتا طويلاً في تعريف الاستعمار باعتباره هجوماً ثقافياً وباعتباره تعصباً شخصياً، وكانوا يطرحون علاجات مؤسسة على التماسك الثقافي والكرامة الشخصية".هذا إذا ما يدركه الغرب، وما يحاول تغييره، يدرك أننا نخوض صراعا مع "استعمار" من أجل "الحرية" و"الكرامة" وهو صراع وقوده "الثقافة الإسلامية، وقادته "أئمة" وإن ادعى المدعون.