17 سبتمبر 2025
تسجيلالمتابع للرسوم المتحركة التي تعرض على مختلف القنوات الفضائية ومنها تلك المخصصة للأطفال يلاحظ أن كل مسلسلات الرسوم المتحركة تلبي حاجة الطفل للترفيه والتسلية والضحك مع إغفال تام للجانب التربوي.ومن خلال المعروض من مسلسلات الرسوم المتحركة لسنين طوال على القنوات الأرضية من قبل والفضائية في السنين الأخيرة، يلاحظ المتابع أن مسلسلات الرسوم المتحركة كلها تأتينا من الخارج (بالطبع مثل الطعام الذي نتناوله والملابس التي نرتديها والآلات والأجهزة التي نستخدمها) ولا يوجد إنتاج عربي إلا فيما ندر (مقارنةً مع السيل العارم من الانتاج الأجنبي آسيوياً كان أم غربياً )، وحتى عندما بدأت تظهر لنا بعض المسلسلات الكرتونية العربية طغى عليها جانب الترفيه والتسلية وهي أصلاً موجهة للترفيه عن الكبار وليست مخصصة للأطفال (مثل فريج وشعبية الكرتون وغيرها)، وهناك بالطبع بعض المسلسلات الكرتونية العربية اليتيمة التي يدور محورها حول القيم العليا النبيلة التي نتمنى أن ينشأ أطفالنا عليها، مثل قيم التعاون والاحترام والالتزام الديني والاعتزاز بالشخصية الوطنية والقومية.ولكن هل يكفي مسلسل واحد أو حتى 10 مسلسلات كرتونية لتقاوم الطوفان الكاسح من مسلسلات تحمل معاني الضرر وليس النفع لأطفالنا.فالمتابع للرسوم المتحركة المقدمة لأطفالنا يلاحظ أن موضوع معظم المسلسلات يدور حول أبطال أو بطلات خارقين يأتون بحركات ضد الطبيعة مثل الطيران في السماء ونفث النار من أفواههم وبلع كميات من مياه البحر ومصارعة المخلوقات الكبيرة الشريرة مثل الوحش والرجل الآلي وغيرهم. والخطورة هنا تكمن بإمكانية ان يقوم صغار الأطفال بتقليدهم بالأضافة لخطورة تأثر الأطفال عقلياً وفكرياً ومحاولة تقمص شخصيات المسلسلات الكارتونية.وهناك طبعاً مسلسلات الرسوم المتحركة التي تدور حول المكائد والمقالب وردود الأفعال العنيفة التي يقوم بها الطرف الذي تعرض للمكيدة ومنها مسلسل الرسوم المتحركة الأشهر والأطول عرضاً والأكثر مشاهدةً (توم وجيري ).وتبقى خطوة اللجنة المنظمة لجائزة الدولة لأدب الطفل في قطر في دورات سابقة باستحداث مجال الرسوم المتحركة كأحد المجالات المشاركة في الجائزة خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح نتمنى على القائمين على هذه الجائزة المهمة في الدورات المقبلة إدراج فئة الرسوم المتحركة مرات أخرى، والأمنية المطروحة الآن أن يتم تنفيذ الأعمال ذات السيناريو الجيد والقيم التربوية العليا. ولكن هل هذا يكفي لكسر الاحتكار الأجنبي (شرقياً كان أم غربياً) لصناعة الرسوم المتحركة التي تشكل ذهنية أطفالنا وعقليتهم وتخلق شخصياتهم، بالطبع أي جهد يبذل في هذا المجال يبقى جهداً محدوداً لا يفي بأهمية الدور الذي تلعبه الرسوم المتحركة في حياة أطفالنا وناشئتنا.