13 سبتمبر 2025
تسجيلالمتأمل في الواقع الرياضي في دول مجلس التعاون الخليجي، يجد أن بعض البطولات الرياضية في مختلف الألعاب قد فقدت بريقها، ولم تعد تهتم بها الجماهير الرياضية الخليجية كما كان في السابق، وأصبحت هذه البطولات تقام وتنتهي دون أن يشعر بها أحد من جماهيرنا، ومن هذه البطولات دورة كأس الخليج لكرة القدم التي ضاع الكثير من بريقها وأصبحت مجرد بطولة من البطولات تقام في أي دولة خليجية، ورقم ضمن الأرقام التسلسلية للبطولات للأسف الشديد، ورغم أن الإعلام الرياضي في كل دول مجلس التعاون الخليجي ينسخ كثيرا من المعلومات التاريخية عن هذه البطولات إلا أن الجماهير الرياضية في الخليج لم تعد تعطي هذه البطولا بالا يذكر، وذلك لكثرة البطولات المختلفة التي تقام في دول مجلس التعاون. ففي عام 1970 عندما أقيمت دورة كأس الخليج الأولى لكرة القدم في مملكة البحرين كانت الجماهير الخليجية تتوق لحضور هذه الانطلاقة المباركة والمشاركة فيها، ولم يكن الإعلام الرياضي في الخليج بهذا الزخم وهذا الكم الضخم من إذاعة وصحافة وتليفزيون وقنوات فضائية وغير ذلك.. وكنا كجماهير قطرية نتابع مباريات الدورة من خلال إذاعة دولة الكويت وبصوت المعلق الشهير الكابتن خالد الحربان الذي كنا نعشق أسلوبه في التعليق الإذاعي، وكنا نتابع كل صغيرة وكبيرة في أمور هذه الدورة العزيزة على أنفسنا كخليجيين. ويعلم الكثيرون أنه لولا دورة كأس الخليج لكرة القدم لما رأينا هذه النهضة في ملاعب كرة القدم والفنادق والمواصلات والبنية التحتية في دول مجلس التعاون. فدورة كأس الخليج لها الفضل في كل ذلك، وأصبح شبابنا الرياضي تتفتح أمامه مجالات أخرى لم تكن لتحدث لولا دورة الخليج.. فعلى سبيل المثال، أصبح التعليق على المباريات في لعبة كرة القدم مهنة تحتاج إلى الشباب المثقف رياضيا، وكذلك المذيع الرياضي الذي يقدم البرامج الرياضية للجمهور. ورغم أن الإعلام الرياضي في دول مجلس التعاون الخليجي تطور كثيرا وقطع أشواطا وخطوات واسعة في هذا المجال إلا أن حلاوة مباريات وأحداث دورة الخليج لكرة القدم لم تعد كما كانت سابقا، هل يعود السبب إلى أن استضافة دول مجلس التعاون الكثير من البطولات على أراضيها أفقدت دورة كأس الخليج بريقها؟! أم أن دورة الخليج لكرة القدم استنفدت أهدافها ولم يعد لها مكان على الخارطة الرياضية الخليجية؟! أم أن الإعلام الخليجي يجب أن يعيد حساباته وأسلوبه في تغطية أحداث وفعاليات دورة الخليج لكرة القدم التي نكاد نفقدها تماما؟!فعلى المسؤولين في المجال الرياضي الخليجي أن ينظروا بعين الاعتبار في هذه الأسباب التي ذكرتها وغيرها من أسباب قبل أن يأتي يوم، ونرى أننا قد فقدنا الابن الشرعي لكرة القدم الخليجية وصدق الشاعر الذي قال: ولست بعلاّم الغيوبِ وإنما... أرى بلحاظِ الرأي ما هو واقعُ وسامحوني على الصراحة..