13 سبتمبر 2025
تسجيلالمخرج المتميز هو الذي يضيف قيمة إلى المشروع الذي أمامه كنص.. وكيف يمكن لهذا المخرج أن يدير الممثلين وكيف يستخدم الكاميرا.. بل وكيف يمكن له أن يخلق عنصر المفاجأة.. والتشويق ويضيف معنى جديدا يعمق مشاهدتنا للفيلم أو النص الذي يقدمه.. أتذكر ونحن طلاب بالمعهد العالي للسينما أن المخرج الكبير صلاح أبوسيف كان يعدد أنماط الإخراج ومدارسه المختلفة فى العالم وعلى سبيل المثال أنطوني مان المخرج المعروف بإخراجه لأفلام الويسترن كيف كان يقدم المكان كمفاجأة ثم يكشف الشخصية الرئيسية فالويسترن التقليدي يضع الشخصية الرئيسية في مكان البطل الأخلاقي أما الخصم فهو مدان أخلاقيا.. وقد أضفى انطوني مان على الشخصية الرئيسية والخصم ملامح إنسانية قوية مؤثرة لذلك تغيرت توقعات المتفرج من النمط التلقيدي وهو ماجاء في فيلم "وينشستر73".. بينما في أفلام رومان بولانسكى نجد أن الشخصيات الرئيسية تعاني الهجران.. ويكون السؤال هو إذا ماكانت تسيطيع أن تستمر في الوجود وفي بعض الأحيان تكون الإجابة بالنفي مثلما كان الحال في فيلم "المستأجر" 1976. وفي أحيان أخرى تكون الإجابة بالإيجاب.. بينما نجد في أفلام أخرى له أن الشخصية تعيش وقد أصابتها جروح أقل ظهورا لكنها ليست أقل عمقا مثل فيلم "عازف البيانو" 2002 والحي الصيني 1974. ويظل السؤال المتواصل في عالم هذا المخرج لو كان الإنسان منا وحيدا.. هل يمكن أن نستمر في الحياة ونحافظ على أنفسنا؟! كان بولانسكي حقا من أهم المخرجين الذين تفردوا في هواجسهم حول طبيعة الوحدة وفى قدرته لان يأخذنا نحن المتفرجين – إلى فضاء من الوحدة خاصة حينما يؤكد في أعماله على أن الظروف تتغير وأن الزمن يمضى بلا عودة وفي إطار الكتابة عن المخرجين المتميزين فلا يمكن أن ننسى أحد هؤلاء.. وهو ستيفن سبيلبرج صاحب العديد من الأفلام أشهرها "الفك المفترس".... وغيرها.. الذي كان دائما وأبدا يسمو بأفكاره الإخراجية ويقدم الجديد دوما فسبيلبيرج كان دائم الحفاظ على القصة بوضوح وكذلك الحفاظ على تقدمها للأمام وضرورة التوحد مع الشخصية الرئيسة وأهمية ذلك وكيف يمكن أن تساعد التفاصيل المحددة في تقدم الحبكة والشخصية كما أنه كان دائم الحفاظ على الإثارة في أفلامه مع سرعة الإيقاع ووجهة النظر التي يطرحها في الفيلم إذ يرى أن هذه مسألة مهمة جدا لصانع ومبدع الفيلم إضافة إلى ضرورة أن يغلف الفيلم بمتعة لمن يشاهده كما يحدث في معظم أفلامه ولعل مشهد الضحايا المحتمل في فيلم الفك المفترس ومهاجمة سمك القرش لهم خير دليل على الإثارة والمتعة ودفع الأم لطفلها الصغير نحو حافة الماء خير دليل على ذلك.. ولهذا حديث قادم.