13 سبتمبر 2025
تسجيللا أتحدث اليوم عن واو العطف أو واو المعية ولا اى واو عرفها النحاة العرب، وإنما أتحدث عن واو الواسطة تلك الواو المحبطة التي تعطي ما يستحقه مجتهد لآخر غير كفء فقط مؤهله تلك الواو اللعينة. والحق أقول لكم لطالما عانينا من الواسطة خاصة فيما يسمى بالفساد الإداري وهو الأكثر شيوعا وعنوانه عدم التقيد بالقوانين والأنظمة. وتلك الواو تلغي حقا، أو تحق باطلا وتعتبر الواسطة في هذه الحالة فسادا يعاقب عليه القانون، لأنه اعتداء على حق الآخرين وعلى أسس العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص. وإذا كانت دولة قطر — وهذه شهادة حق — من أكثر الدول العربية نقاء وشفافية حسب تقرير منظمة الشفافية الدولية في مجال مكافحة الفساد فان هذا لا يمنع، ولاننا نحب بلدنا فمن الواجب علينا ان نحارب ونقف بالمرصاد لاي بذور أو بقايا لتلك الواو اللعينة داخل اي نفس ضعيفة. وكما تقول منظمة الشفافية العالمية ان محاربة الواسطة تهدف إلى وضع وتنفيذ سياسات فعالة لمكافحة الفساد والكشف عن حالات الفساد المالي والإداري والواسطة والمحسوبية ومكافحة اغتيال الشخصية وتوفير تكافؤ الفرص والحفاظ على المال العام وتوعية المواطنين بمخاطر الفساد على خطط التنمية وتعزيز مبدأ النزاهة الوطنية وتكوين رأي عام حول الفساد. ويعرف القانونيون أفعال الفساد بأنها مجموعة من الجرائم المخلة بالوظيفة العامة كالرشوة والاختلاس واستغلال الوظيفة والجرائم المخلة بالثقة العامة كتقليد خاتم الدولة وتزوير النقد أو سندات الدين والأدوات المالية والجرائم الاقتصادية التي تلحق إضرارا بالمال العام والجرائم المخالفة للاتفاقيات الدولية. وقد اعجبنى خلال بحثي عن سبل مكافحة الواسطة والفساد الادارى الإستراتيجية التي وضعتها الأردن وبعجالة تتكون من ستة محاور تشمل تعزيز قدرات هيئة مكافحة الفساد والوقاية منه والتثقيف والتدريب والتوعية العامة وإنفاذ القانون وتنسيق الجهود لمكافحة الفساد إضافة إلى محور التعاون الدولي. والحقيقة اننى ومنذ كتبت عن حكاية سارة التي حرمت من دخول الجامعة التي تحب، ليس لشيء إلا أنها لا تملك تلك الواو جاءني سيل من الرسائل منها رسالة يقول صاحبها: "هل من العدل والإنصاف أن تأخذ وظيفة لا تستحقها وهناك من هو أكثر منك كفاءة ويستحقها أكثر منك والسبب هو أنك بكل بساطة تمتلك واسطة وهو لا يمتلكها، أو أنك قريب أو نسيب مسئول كبير والاخر لا يعرف احدا في تلك المؤسسة أو الشركة؟ وهل من العدل انه حتى تذاكر الطيران أصبحت بالواسطة المحظوظ ياخذ أسعارا مخفضة والذي لا يملك الواو يدفع الدرجات الأعلى وغيرها من الأمور التي تحدث عنها صاحب الرسالة. وكما يقول الشاعر أحب آفاق البلاد إلى الفتى أرضٌ ينال بها الكريم المطلب وأنا اتفق مع الرأى القائل ان الواسطة تحرم الوطن من الكفاءات الحقيقية التي ترفع من شأنه، بل أكثر من ذلك، فهي تقدم إلى الصفوف الأولى من لا يستحق وتواري المبدعين الأكفاء. وإننا وبكل تأكيد مع الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة في محاربة الواسطة والمحسوبية واى شكل من أشكال الفساد فتطبيق الأنظمة والتعليمات والقوانين واللوائح في كافة مناحي الحياة ضرورة حتمية، ووضع معايير دقيقة في الحساب والعقاب لكل من يستغل موقعه ووظيفته سيجعلهم يفكرون ألف مرة قبل استخدام الواسطة وأخيرا بقى شيء من الواجب علينا وهو أن هناك الواسطة المحببة وهى السعي في الخير فمنها ما هو حسن ومنها ما هو سيئ قال تعالى (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا) صدق الله العظيم. اما عن الشفاعة الحسنة فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الحث عليها والترغيب فيها، فقد ثبت عنه أنه قال: "من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" رواه مسلم. فاللهم اجعل كل مسعانا خيرا قاصدين بها وجهك الكريم انك نعم المولى ونعم النصير. [email protected]