29 أكتوبر 2025

تسجيل

لهذه الأسباب جاء رد إيران في حده الأدنى

15 أبريل 2024

إن الرد العسكري المتناسب الذي قامت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية باستهداف بعض القواعد العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يأتي في إطار الحق في الدفاع عن النفس واستنادا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وردا على الهجوم العسكري الصهيوني في استهداف سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا -كمكان دبلوماسي يتمتع بالحصانة بناء على القواعد والأنظمة الدولية - واستشهاد كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين. هذا العمل الجبان انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية، وخاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 واتفاقية منع ومعاقبة الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص المدعومين دوليا، بما في ذلك الموظفين الدبلوماسيين، (1973، نيويورك)، الأمر الذي قوبل برد فعل فوري وإدانة شديدة من سلطات الدول والمنظمات الدولية. وعقب الهجوم على السفارة، نفذت الجمهورية الإسلامية الإيرانية سلسلة من الإجراءات الدبلوماسية والدولية، بما في ذلك إرسال كتاب رسمي إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بشأن طلب التدخل الفوري وعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن. وقد شهدنا في هذا الاجتماع والجلسة اللاحقة إدانة هذا العمل العدواني للكيان الصهيوني من قبل أغلبية المجتمع الدولي وعدد كبير من المنظمات الإقليمية والدولية، ولكن وللأسف فإن بعض الدول ومن بينها الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا عارضت إصدار بيان إدانة من مجلس الأمن، وعمليا لم يتمكن مجلس الأمن، بصفته الهيئة المسؤولة عن حفظ السلم والأمن الدوليين، من إصدار بيان إدانة بحتة صحفيا وذلك بسبب تطبيق معايير مزدوجة وليس لوجود أي مبرر قانوني. ومن الطبيعي أن هذا النوع من النهج الداعم للكيان الصهيوني سيشجع قادة هذا الكيان على مواصلة جرائمهم في المنطقة، بما في ذلك ضد شعب فلسطين الأعزل، فضلا عن القيام بأعمال مغامرة في المنطقة وتوسيع نطاق الحرب فيها. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تؤكد من جديد التزامها بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، مؤكدة على حقها في الدفاع بشكل حاسم عن سيادتها وسلامتها الإقليمية ومصالحها الوطنية ضد أي إساءة استخدام غير مشروعة للقوة والعدوان. إن تمسك الجمهورية الإسلامية الإيرانية باتخاذ تدابير دفاعية في ممارسة حق الدفاع المشروع يظهر النهج المسؤول الذي تتبعه إيران تجاه السلام والأمن الإقليميين والدوليين في وقت نشهد فيه قيام الأبارتايد الصهيوني بالأعمال غير القانونية والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني والعدوان العسكري المتكرر والمتواصل على الدول المجاورة وإثارة النيران في المنطقة وخارجها. لقد صرحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مرات عديدة بأنها لا تريد توسيع نطاق الحرب في المنطقة وأثبتت هذا الموقف عملياً من خلال ضبط النفس، وقد وردت هذه المسألة مرات عديدة في تصريحات الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت نفسه، ضبط النفس ليس إلى الأبد. إن الأسباب الرئيسية للأزمة المستمرة في منطقة غرب آسيا وجذورها هي استمرار العدوان وجرائم الإبادة الجماعية ضد المدنيين، وخاصة النساء والأطفال في غزة من قبل الكيان الصهيوني، ومفتاح حل الأزمة الحالية في المنطقة هو الوقف الفوري للجرائم الإرهابية الحرب المركبة التي يشنها هذا الكيان ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية. ولذلك، من المتوقع أن تتخذ الدول الأخرى إجراءات فعالة ورادعة من أجل منع توسيع نطاق الحرب من خلال إيقاف آلة حرب الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني العزل وانتهاك هذا المحتل للأنظمة الدولية. كان من الممكن أن يكون رد إيران أشد من هذا بكثير، لكن بسبب الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة وعدم الرغبة بالتصعيد وتوسيع الصراع، فقد تم الاكتفاء بالرد في حده الأدنى. هدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو معاقبة الكيان الصهيوني ومنع تكرار مثل هذه الجرائم والأعمال غير القانونية، وفي حالة قيام هذا الكيان بأعمال عدوانية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو مصالح ومراكز هذا البلد، يكون الرد حاسمًا وأكثر صرامة. ومن المتوقع أنه إذا تؤمن أمريكا حقاً بالهدوء في المنطقة، فعليها أن تمنع استمرار مثل هذه التصرفات لاسرائيل. ومن الواضح لنا تماماً أن الكيان الصهيوني يسعى بشدة إلى توريط أمريكا في حرب طويلة وواسعة النطاق في المنطقة، ونصيحتنا لأمريكا ألا تقع في فخ هذه الاستراتيجية الخطيرة.