30 أكتوبر 2025
تسجيلخلال وبعد المعارك العسكرية الأخيرة في مدينة تكريت والتي شهدت تدفقا ومشاركة هائلة لحشود ومجاميع الحشد الشعبي العراقية والتي توسعت مع خسائرها حقول وقبور الموت العراقية بعد الخسائر البشرية الكبرى التي منيت بها تلك الحشود بسبب اعتمادها على تطبيق التكتيكات الإيرانية لمستشاري الحرس الثوري الإيراني في استعمال الموجات البشرية في المعارك الميدانية!، برز عامل جديد في الوضع العراقي تميز بالظهور العلني لقادة تلك الفرق والجماعات المقاتلة بعد أن أضحى الدور الإيراني واضحا ومكشوفا وقادة الحرس الثوري الإيراني يتجولون ويصولون ويجولون في الميدان بدءا من قائد فيلق القدس (قاسم سليماني) وليس انتهاء بالجنرالات الحرسيين الخمسة الذين سقطوا في تكريت!، بل إن بعض القيادات العراقية المرتبطة مشيميا بإيران قد أفصحوا بجلاء عن ارتباطاتهم ودورهم العلني في تمشية وتنفيذ الأجندات الإيرانية مثل الوزير العراقي الأسبق هادي العامري الذي هو في الوقت نفسه قائد فيلق بدر العراقي المرتبط بالحرس الثوري والذي يحمل رتبة عميد في الحرس الثوري والذي يتفاخر علنا بالدور الإيراني في حماية كيان ووجود الحكومة العراقية الحالية!! ولا يخجل من ترداد اللازمة المعروفة بأنه لولا قاسم سليماني ماكانت هناك حكومة عراقية في بغداد؟.. ولعل من أكثر الأشياء والظواهر التي تمخضت عنها جولات القتال الأخيرة هي الظهور العلني والسافر لقيادات طائفية مارست عمليات الإرهاب الدولي في ثمانينيات القرن الماضي وعملت بنشاط لصالح المشروع التبشيري الإيراني وهي أيضا مطلوبة للعدالة الدولية وممنوعة أصلا من ولوج العراق لدورها الإرهابي الثابت في المنطقة! ومن أهم تلكم الشخصيات المدعو (جمال جعفر إبراهيمي) المعروف بأبي مهدي المهندس الذي هو أحد قادة الحشد الطائفي الميدانيين رغم كونه عنصرا قياديا من عناصر الحرس الثوري الإيراني ومطلوب للعدالة في كل من الولايات المتحدة ودولة الكويت أيضا التي أصدرت حكمها بالإعدام على المهندس لدوره الرئيس والمباشر في تفجير السارة الأمريكية في الكويت يوم 12/12/1983!! ومعلوم للجميع بأن تهم الإرهاب الدولي لا تسقط بتقادم الزمن!، ومع كل ذلك الملف الأسود فإن رئيس حكومة العراق حيدر العبادي لا يجد حرجا من الاجتماع المباشر مع ذلك الإرهابي الدولي وعلنا؟ فهل أن العبادي لا يعرف بماضي المهندس وبوضعيته القانونية؟ وهو احتمال بعيد جدا فالعبادي يعلم بكل شيء باعتباره أحد العناصر القيادية في حزب الدعوة الذي مارس الإرهاب في ثمانينيات القرن الماضي قبل أن يتشظى ويتلاشى وينتهي لمنافي اللجوء في التسعينيات ثم ينفخ الأمريكان الروح فيه من جديد بعد غزو واحتلال العراق عام 2003؟، فهل أضفى العبادي الشرعية على قيادات إرهابية إيرانية صرفة؟ أم أنه ونتيجة للضغط الإيراني الهائل ولحالة الضعف القيادية المريعة في العراق قد انحنى تماما لذلك النفوذ الإيراني الهائل وبات يسير على خيط رفيع بيت إرضاء الإيرانيين ومراضاة الأمريكان!! وهي مهمة صعبة وتكاد تكون مستحيلة، لقد راقبت الولايات المتحدة أداء الحشد الشعبي وسجلت مواقفها الرافضة لانتهاكات ذلك الحشد وراقبت جيدا تحرك قياداته الميدانية من الإٌيرانيين أو من رجالهم في العراق؟ كما تابعت حملات الثأر الطائفي والانتقام والسرقة وحملات النهب لذلك الحشد بعد موقعة تكريت التي لم يحسمها إلا التدخل الأمريكي المباشر بعد أن أصيبت الاستراتيجية العسكرية الإيرانية المعتمدة على زج الموجات البشرية بخسائر مروعة بلغت الآلاف من العناصر خلال شهر من المعارك الطاحنة مما استوجب التدخل الجوي الأميركي الذي حسم المعركة بالقنابل الارتجاجية التي فجرت ألغام وتحصينات تنظيم الدولة في تكريت؟، وفتح الطريق للجيش والحشد للتقدم ومن ثم بدء سيناريو النهب والحرق والتدمير الممنهج!!؟ حيدر العبادي في وضع حرج وهو يقدم مطالبه للإدارة الأميركية بالتدخل المباشر عسكريا لحسم معارك العراق التي تشعبت وأضحت أكثر دموية وباتت تهدد بتشظي العراق وتحلله!!، فهو يعلم بحدود ومساحات التدخل العسكري الإيراني؟ كما يعلم بالحساسية الأمريكية من هذا الموضوع، ولكن الأخطر من كل شيء هو اعتراف الحكومة العراقية بقيادات إرهاب دولية!!؟. وتلك معضلة ليس لها حل توافقي؟ وعجائب العراق وغرائبه كما مجازره قد حيرت العقول..؟